زبدة القول

ترامب يعاقب المظلوم

| د. بثينة خليفة قاسم

واصلت إدارة الرئيس الأميركي ترامب سياستها المنحازة لإسرائيل وتنكرها للحق الفلسطيني بشكل صارخ وبعيد كل البعد عن القيم الإنسانية، فقد بدأت الإدارة تنفيذ تهديدات ترامب بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أنروا”، وقامت بتنفيذ الخطوة الأولى، وهي تعليق أكثر من نصف هذا التمويل، على الرغم من أن الوكالة تعاني بالفعل نقصا في التمويل.

ترامب بهذا القرار غير الإنساني يعاقب أربعة ملايين لاجئ فلسطيني في 58 مخيما في لبنان وسوريا والأردن وغزة، فكيف سيعيش هؤلاء وكيف سيذهب أولادهم للمدارس؟ كيف سيترك كل هؤلاء بلا إعاشة، وما البديل الذي يمكن أن توفره الأمم المتحدة أو العالم لتفادي كارثة إنسانية متوقعة؟

يبدو أن إدارة الرئيس ترامب ستكون أكثر إدارة تصرفت بلا إنسانية تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية المأساة في عام 1948، فكل الرؤساء الذين سبقوا ترامب أعطوا وعودا لإسرائيل بأن ينقلوا السفارة الأميركية إلى القدس ولكنهم تراجعوا عن ذلك في وقت لاحق، ولكن الرئيس ترامب امتلك الجرأة ليكون أول رئيس يصل إلى أقصى مدى في التنكر لحقائق التاريخ والإساءة لمشاعر المسلمين، ثم جاء قراره بوقف تمويل الأونروا ليزيد الطين بلة وليؤكد انحياز إدارته للجلاد في مواجهة الضحية.