انتفاضة وليست فتنة (2)

| عبدعلي الغسرة

خرج الشعب الإيراني اليوم عن صمته ليقول لا للغلاء والفساد والإنفاق من أموال الدولة الإيرانية على ميليشيات العراق ولبنان واليمن والبحرين وسوريا وأفريقيا. ويوجه المنتفضون رسالة إلى أبناء الشعوب الإيرانية من أجل الاستمرار في الدفاع عن حقوقهم، ورسالة إلى جيرانهم العرب بعدم الثقة بالنظام الإيراني الذي يسعى إلى تدميرهم من خلال ميليشياته وحركاته، ورسالة إلى دول العالم بعدم المراهنة عليه وتصديق نواياه، ورسالة أخيرة عن دعم الانتفاضة الإيرانية لتتمكن من تحقيق أهدافها الوطنية والإنسانية النبيلة، فاستقرار الأوضاع في إيران سيسهم كثيرًا في استقرار المنطقة العربية وسيكفل مستقبل السلام ونشر مبادئ حقوق الإنسان وتحقيق العدالة للشعوب الإيرانية.

الجميع يتساءل.. أين اتجهت الأموال والأرصدة التي أفرج عنها جراء الاتفاق النووي؟ ما هو نصيب الشعوب الإيرانية منها؟ لقد ذهبت أكثر هذه الأموال إلى زيادة التسليح الإيراني وإثارة القلاقل والحروب في منطقة الخليج العربي وسوريا، ولتمكين أذرع النظام الإيراني في لبنان واليمن والعراق وكل الأقطار العربية من إثارة النعرات الطائفية والتشاجرات السياسية.

لقد عانت الكثير من الدول وخصوصا الأقطار العربية الخليجية من تدخلات النظام الإيراني في شؤونها، وتدرك هذه الدول جيدًا أن النظام الإيراني يرفض الحوار في سياساته بينما يتدخل في سياسات وشؤون الآخرين، وقبل عام 1979م كانت الأقطار العربية تنعم بأجواء الأمن والاستقرار والسلام، وجاء هذا النظام لخلق الطائفية والمذهبية وركز أوتاده في العراق وسوريا ولبنان واليمن وجعل منها مجالاً حيويًا له وجزءًا لا يتجزأ من حقوقه المُقدسة، ويُمارس عليها سيادته دون حسيب أو رقيب، هذه الانتفاضة أتت من أجل توظيف إمكانات الدولة الإيرانية من أجل رفاه شعبها وتحسين مستوى معيشته، والعمل على تطوير قطاعاتها الاقتصادية.