فجر جديد

لا تنسوا الأسر المتعففة

| إبراهيم النهام

قبل ثمانية أعوام، طرأتْ لدي فكرة إعداد سلسة من التحقيقات الصحفية الموسعة حول الأسر المتعففة، والبيوت الآيلة للسقوط.

وفعلا، كانت البداية، بفريج (لبنان) بالرفاع الشرقي، والذي كانت مساكنه توصم حينها بالرثة، والبالية، والمنسية، كحال قاطنيها.

وأثناء الجولات المتكررة، كنت أتوقف لأطرق باب المنزل الرث، وأتحدث مع قاطنيه، عن همومهم، ومطالبهم، ويومياتهم، ثم أنقلها كما هي، عبر الصفحات الورقية.

واستمررت -بتوفيق من الله- على ذلك فترة طويلة، كسبت خلالها معرفة خيرة الناس، وأبسطهم، وأطيبهم، من لا يرون بالدنيا ومطامعها من شيء.

وكم فرحت حين تجاوبت عدد من الوزارات، والجهات الحكومية، مع ما نشرته الصحيفة من مطالب لهم، ومناشدات.

وكم فرحت أيضا، حين بادر جمع من التجار والمقتدرين بمساعدة الكثيرين منهم، وبدائرة نجاح كنا جميعا أطرافا مكملة بها، مسارها الدعوة للخير، والسعي له.

وأرى بأن النظر في حال الأسر المتعففة، يجب أن يكون منهاج حياة، وأولوية قصوى من أولويات الحياة اليومية.

زوروهم، واصطحبوا أبناءكم معكم، وعلموهم ثقافة مساعدة الغير، ميدانيًا، بعيدًا عما تسرده الكتب، والنصائح الشفهية، وحكايات ما قبل النوم.

يجب ألا تشغلنا هموم الحياة، ومشاكلها، والتزاماتها، عن هؤلاء المتعففين، فما أعظم خدمة الآخرين، وما أعظم أن نسهم في إيجاد التغيير لهم.