رؤيا مغايرة

مستر ترامب... شكراً مرة أخرى

| فاتن حمزة

هدد ترامب بقطع المساعدات عن الدول التي ستصوت ضد الموقف الأميركي بشأن القدس قائلاً: “إنهم يحصلون على مئات الملايين من الدولارات بل حتى مليارات الدولارات، ثم يصوتون ضدنا، حسنا نحن نراقب تلك الأصوات، دعهم يصوتون ضدنا، سنوفر الكثير من الأموال، الأمر لا يعنينا”، في حين صوتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما اعترضت 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت لصالح القرار . شكراً ترامب، فبعد قرارك نقل السفارة عرف الكثير من جيل أرب آيدول وعرب قوت تلنت وبعض المسلسلات التركية الهابطة وغيرها من برامج تغييب الوعي العربي، أن سفارتكم لم تكن أصلاً في القدس المحتلة، فقد كانوا يجهلون حتى هذه الحقيقة، نعم تنبه الكثير من هؤلاء أنهم كانوا مغيبين عن واقعهم ومحيطهم وقضاياهم إلى هذه الدرجة. السيد الرئيس.. شكراً مرة أخرى فتهديداتك ضد من صوت ضد قرار نقل عاصمة بلادك إلى القدس الفلسطينية، نبه الكثير من المغفلين لحقيقة ديمقراطيتكم الزائفة التي تصادر آراء الآخرين، وبين لنا من الذي باع مبادئه من أجل حفنة دولارات هي أصلاً مسروقة من خيرات وقوت الشعوب. شكراً ترامب، فقد جعلت العار يلحق بأولئك الذين باعوا قيمهم إن كانت لهم قيم أصلاً وصوتوا ضد القرار أو امتنعوا عن التصويت، خوفاً على دولاراتكم الملوثة، ستذهب كما ذهب غيرك وستبقى القدس عربية، وسيبقى العار يلاحق كل من ساندك أبد الدهر.