نهج الأكاذيب القطري (1)

| سالم الكتبي

الخبر العادي أن الإعلام القطري يروج الأكاذيب ويزيف الحقائق من أجل إقناع الشعب القطري المغلوب على أمره بأمور لا صلة لها بما يحدث في الأزمة التي تسببت بها قيادة قطر، أما الخبر غير العادي فهو أن يشارك المسؤولون في القيادة القطرية بنفسهم في خداع شعبهم وتكرار هذا الخداع وترديد المزاعم مرة تلو الأخرى!

في خطابه مؤخراً في افتتاح الدورة الـ 46 لمجلس الشورى القطري، قال أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن علاقات قطر مع الدول الكبرى “أصبحت أفضل مما كانت عليه” قبل الأزمة الراهنة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ولم يكتف بذلك بل واصل قائلاً “لا نخشى مقاطعة تلك الدول لنا، فنحن بألف خير بدونها”!

ولأن الشعب القطري الشقيق جزء من جسدنا الخليجي الواحد، فنحن نتمنى بالفعل أن يكون بخير، ولكن الواقع يقول خلاف ذلك، لاسيما في ما يتعلق بأوضاع الدولة القطرية، التي تحولت إلى محمية تركية ـ إيرانية، يرتع فيها الحرس الثوري والجيش التركي، الذي قام بزيارته الرئيس أردوغان مؤخراً، وكذلك الاقتصاد القطري الذي يعاني تدهوراً غير مسبوق ترصده التقارير الدولية، وليس إعلام الدول الأربع كما تزعم وسائل الإعلام القطرية. يقول أمير قطر “اتبعنا سياسة ضبط النفس والاعتدال بالرد والتسامي فوق المهاترات والإسفاف”، وكأن من يخاطبهم يعيشون في كوكب آخر، وليسوا مطلعين على حملات التشويه الإعلامية التي يشنها الإعلام القطري الرسمي على الدول الأربع ويسيء لها إساءات متواصلة بإصرار يكشف حجم التآمر والحقد والغل؛ ثم يواصل الأمير متهماً الدول الأربع بأنها أسيرة خطابها الإعلامي، وكأن العالم من حولنا لا يعرف من يستخدم فنون الدعاية الإعلامية والحرب النفسية منذ سنوات مضت في الضغط على الآخرين! ومن تحول طيلة تلك الفترة إلى أسير فخ الإعلام الذي نصبه لدول الجوار الخليجية والعربية!. “إيلاف”.