ومضات

من العشوائية إلى الانتقائية الإرهابية

| أحمد سند البنعلي

بعد أن كان الإرهاب عشوائيا يقتل أو يصيب من يصادفه أيا كان، نرى أن الإرهاب انتقل إلى مرحلة الانتقائية المقصودة بتفجير أنبوب النفط في المملكة مؤخرا، فقد كنا نرى في السابق عبوة ناسفة توضع في الطريق لتصطاد من يمر بقربها عشوائيا أو زجاجا حارقا يرمى أمام رجال الأمن فيحرق من يكون قريبا منه، ثم تحولنا لنرى عبوة تفجير تنتقي ذلك الأنبوب لضرب البلاد في أهم مصادرها الاقتصادية.

أولا وقبل كل شيء سيتم بعون الله القبض على من قام بعمله الإرهابي الأخير، إلا أن القبض على الجناة لا أظنه يكفي، خصوصا عند المواطن العادي الذي يعرف معنى ذلك التفجير وما سيخلفه من آثار مباشرة وغير مباشرة، بل إن الآثار غير المباشرة أشد وأخطر، وهو يعرف أن من قام بهذا العمل والأعمال التي سبقته لا يمكن أن يكون مواطنا منتميا.

تطور الأحداث يوضح بما لا يدع مجالا للشك أنهم يمارسون عملا موجها ليس من الداخل بل من الخارج، وهم بالتالي يناهضون ويحاربون الدولة بجميع مكوناتها، الشعب والأرض، فالشعب يعرف ويرى نتاج ما حدث في السابق ويدرك تأثيره على أمن المجتمع واقتصاده بل يشعر بهذا التأثير، ولكن بالعمل الأخير تحول الإرهاب إلى ما يشبه التدمير الشامل الذي يمكن أن يكون تأثيره الأمني والاقتصادي مأساويا وشاملا، ومن يمارس هذا العمل يبدو مغيبا وتعرض لنوع من غسيل الدماغ حاله حال من انضم إلى داعش سعيا وراء الخلافة أو الدولة الإسلامية كما يعتقد، وجميع هؤلاء بحاجة إلى تنظيف وتطهير عقلي وفكري، على الأقل عند أغلبهم، يضاف إلى الجزاء الجنائي الذي سيقع عليهم، ولكن هذا التطهير العقلي يجب أن يكون لفترة من الزمن للوثوق في النتائج... والله أعلم.