زبدة القول

الهيئة الوطنية للأمن السيبراني

| د. بثينة خليفة قاسم

قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني غاية في الأهمية في الوقت الذي صار فيه أمن المعلومات أمرا مهما جدا في ظل الحرب الدائرة على الإرهاب وبعد أن أصبح الإنترنت سلاحا خطيرا ووسيلة من وسائل الاختراق والعبث بالأمن القومي للدول.

الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ليست شيئا جديدا في العالم، فمنذ وقت طويل هناك دول تخصص وحدات بل جيوشا كاملة للعمل على شبكة الإنترنت، ليس فقط من أجل الدفاع عن أمنها القومي، ولكن للهجوم على غيرها من الدول وتحقيق اختراقات داخلها، وقرأت ذات مرة أن إسرائيل تخصص أربع وحدات مؤهلة تأهيلا رفيعا لمتابعة ما يدونه الشباب العرب على وسائل التواصل الاجتماعي لعمل تحليل مضمون وتصنيف ما يكتب في ملفات معينة.

لم تعد هناك حاجة كبيرة لتجنيد أفراد للتجسس على بلادهم وكتابة تقارير عن الصراعات الداخلية فيها، فملايين من البشر يقدمون هذه المعلومات مجانا لمن يحتاجها من خلال ما يقومون بتدوينه ومن خلال الحروب اليومية للأفراد والجماعات والطوائف التي تضر بنفسها وأمن بلادها دون أن تدري، ولا أبالغ إذا قلت إن الشباب العربي أكبر مثال على ذلك، فهذا الشباب يضع كل أسراره وكل ما يعانيه على هذه الشبكة الخطيرة، ويكشف عن كل شيء حتى عورات جسده.

الهيئة الوطنية للأمن السيبراني التي وجه بإنشائها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجعلها تابعة تبعية مباشرة لجلالته لها أهمية كبيرة في المتابعة والتحليل وتأمين المعلومات، ولكن من الضرورة بمكان أن تكون هناك برامج توعية للشباب عن خطورة الشبكة العنكبوتية وضرورة أن نتعامل معها بالشكل الذي يفيدنا والبعد عن كل ما يضر أمن بلادنا وأمننا الشخصي، فالإنترنت ليس مجرد وسيلة للحصول على المعلومات والتواصل الاجتماعي، بل ساحة حرب خطيرة يجند خلالها الإرهابيون لاختراق الأمن القومي للدول.