لا مكان لدعاة الفتنة

| إبراهيم النهام

مما يؤسف له أن البعض من ذوي النفوس الضعيفة والمتردية والمغيبة في كهوف الظلام والتخلف والرجعية لا تزال تراهن على استغلال أجواء البحرين السمحة لبث الفرقة، وللتحشيد المذهبي، والطائفي، ولإشعال نار الفتنة، والضرب في الآخر، وبالأساسات التي يقوم عليها معتقده.

وترى هذه الثعابين أن البيئة الحاضنة في البحرين، سواء للأطياف، أو للمذاهب، أو للعرقيات المختلفة والمتنوعة، تسعفهم لتحقيق مآربهم هذه، تحت شعارات حرية الرأي، والتنوير، والحداثة، وما إلى ذلك من هراء، متناسين أنهم في أوساط مجتمع ناضج، يلفظ دعاة التشطير، ويتقيأهم، وأنا أولهم.

وكنت ولا أزال أردد دائما بأن سماحة المجتمع البحريني وطيبته لا تعني السذاجة أبداً، فالبحرينيون أذكياء، وعلى معرفة تامة بما يجري حولهم، وهم قبل غيرهم، من قدم - ولا يزالون - دروساً استثنائية للمنطقة والعالم في الأخلاق، والكفاح بالعمل، والترحيب بالآخر، إلا أنهم وبالجهة المقابلة، لا يقبلون الإساءة لنسيجهم، ولبني جلدتهم قيد شعرة، وليسوا ممن يتنازل بهذا الجانب عن الحقوق.

إن قيام المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه كان بالأساس على مبادئ التعايش، والاحتواء للأديان والعرقيات والألوان كافة، والدولة - مشكورة - ماضية منذ عقود في تحقيق هذه الرؤى الملكية الزاهرة العابرة للحدود، وأي أصوات نشاز تتعالى بخلاف ذلك، هي ضد هذا المشروع، والذي يقف خلفه البحرينيون جميعاً صفاً واحداً.

كما أن الدولة مدعوة لملاحقة هؤلاء، ولطمهم، ووقفهم عند حدهم، قبل أن يضروا المجتمع. اقطعوا رؤوس الثعابين قبل أن تسمم البئر.