سوالف

برلمان 2014 وما تبقى من وقت

| أسامة الماجد

يتفضل سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه اليوم الأحد بافتتاح دور الانعقاد الرابع والأخير من عمر برلمان 2014، وبكل صراحة وصدق ووضوح لم ينجح نواب 2014 ولم يحققوا أهدافهم ودورهم على الوجه الأكمل كما هو مرسوم لهم، وأخفقوا في الرؤية والقدرة على التنبؤ بمسار التطورات وحل مشاكل المواطنين الكثيرة، وليس أوضح وأدق من كلامنا غير ظاهرة غياب النواب عن الجلسات وإهمالها “باختيارهم”، وهناك إحصائيات نشرت في الصحف المحلية تبين حجم نشاط النائب وإنتاجه، وجاءت أسماء في الإحصائيات لم تقدم أي اقتراح برغبة أو اقتراح بقانون طوال عام كامل، مع أن الاقتراحات التي تخدم المواطنين مصبوبة في مساحات لا نهاية لها، وكذلك دخولهم في قضايا ومغامرات مثيرة بعيدة تماما عن هموم المواطن ولا تمس حياته من قريب أو بعيد، مثل طرح موضوع تقاعدهم ومطالبتهم بالزيادة، وأيضا تكوين جبهة قوية ليس لمناقشة المواضيع والقضايا التي تلامس المواطن وإنما للمطالبة بإلغاء مقرر مادة الموسيقى في مدارس البحرين، حيث اعتبره السادة النواب من المقررات الفاسدة والشركية والمدمرة لنفسية الطالب.

إذا تفحصنا الأمر أكثر، وجدنا أن عددا كبيرا من نواب 2014 كانت خطواتهم عكسية في مسار العمل البرلماني والتطوير وكل ما يهم المجتمع ويواكب تطلعاته وانعدام المسؤولية والحماسة والجد، ولا نعلم هل سنشهد في ما تبقى من وقت قصير جدا من عمر هذا البرلمان تجربة جديدة لم يعشها المواطن ولم يعرفها ودروبا مختلفة وأشد تأثيرا فيه، أم سيبقى الحال كما هو عليه وسيترك المواطن يبحث في التفاصيل لا أكثر ولا أقل، ليشاهد بعينيه البذور التي لم تعرف النمو والازدهار ومن ثم البحث عن من يشرح له هذه النظرية بالذات.

إن هذه المعاني جميعها تبين كما قلنا مرارا أن المجلس النيابي عبارة عن جبهة للمواجهة بين الحكومة وبين ممثلي الشعب، وبما أن البحرين تعيش الديمقراطية الحقة فيمكن لأي مجلس يملك مجهودات وإمكانيات تغيير الكثير من الأمور وتحقيق المزيد من المكاسب للمواطنين وتحقيق الأهداف، فهل سيتراجع النواب في آخر الجولة خطوة إلى الوراء.