إرساء ثقافة جديدة

| زهير توفيقي

إن المتتبع للأخبار التي تزخر بها الصحف سيلاحظ أن بعض المؤسسات الحكومية تقوم بصياغة أخبار للنشر لا تغني ولا تسمن من جوع، بل لا أبالغ إن قلت إنها في مجملها عبارة عن أخبار متعلقة بأنشطة وأعمال داخليّة خاصة بطبيعة عمل الكيان المؤسسي، وهي كلها من صُلب مسؤولياته. 

من العجب العجاب، عرض مثل هذه الأخبار على القراء الذين أجزم بعدم رغبتهم أو اهتمامهم بقراءتها، فقد لفت نظري مثلا خبر منشور في إحدى صحفنا المحليّة حول قيام إحدى الوزارات بصباغة شبكات الطرق في المملكة، وخبر آخر حول الانتهاء من صيانة شلال عذاري! الكل يعرف كم مضى على شلال عذاري وهو خارج الخدمة، ألم يكن من الأفضل عدم ذكر أخبار تكشف حجم القصور.

نريد كمواطنين وقراء قراءة الإنجازات، نعم، نريد أن نتعرّف مثلاً على قصص نجاح العاملين لتحفيز الآخرين على البذل والعطاء، فما نحتاجه هو إرساء ثقافة جديدة في الإدارة في مجال العمل المؤسسي، وسبق أن طرحت في مقالات سابقة مثل هذا الموضوع ولا أريد تكراره، نريد أن ننقل أخبارا ذات أثر في المجتمع، فما سيتحدث عنه المواطنون أو المقيمون المواضيع التي تترجم النجاح والإنجاز الملموس، والمتلقي في البحرين يمتلك الكثير من الوعي والقدرة على التمييز بين الغثّ والسمين، فلنعمل بكل جدٍ ومسؤولية على تطوير أنظمتنا الإدارية والبشرية، والله من وراء القصد.