زبدة القول

علم الشواذ جنسيا

| د. بثينة خليفة قاسم

اعتقدنا في البداية أن ما تم تداوله على الفيسبوك عن إقامة حفل للشواذ أو المثليين في القاهرة لعبة من ألاعيب الفيسبوك وفبركاته الكثيرة التي نراها هذه الأيام، ولكن عندما تم تناول المسألة في وسائل إعلام رسمية وصحف كبيرة مثل جريدة الأهرام، وبعد أن تدخلت جهات رسمية وتم تحويل القضية للنيابة العامة، عرفنا أن الأمر جد خطير.

القصة بدأت بإقامة حفل فني كبير بأحد المولات التجارية الكبيرة، حضره عدد كبير من الشباب والمراهقين، وخلال الحفل قامت مجموعة من اللبنانيين برفع علم الشواذ جنسيا خلال الحفل وبالطبع تم تصويره وتداوله على الفيسبوك كالعادة فأدى إلى حالة من الاستياء الشديد لدى المصريين وغير المصريين، فلأول مرة يحدث شيء كهذا، ولأول مرة يعرف الكثير من الناس أن الشواذ لهم شارة أو علما.

الشيء المزعج هو العدد الكبير الذي حضر هذا الحفل، وهو حوالي 20 ألف شاب حسب ما ورد في الأخبار والتعليقات، وليست المشكلة في السماح بإقامة هذا الحفل، فقد أقيم بشكل غير رسمي وبدون تصريح الجهات المسؤولة، وليست المشكلة في دخول الشواذ اللبنانيين القاهرة، فهذا يمكن أن يحدث في أية دولة، ولكن المشكلة كما ذكرنا تتمثل في وجود عشرين ألف شاب داخل هذا الحفل الغريب!

فهل ذهب هؤلاء الشباب إلى هذا الحفل وهم يعرفون على وجه اليقين أنه يضم عددا من المثليين، أم أنهم تفاجأوا مثلما تفاجأ غيرهم بوجود هؤلاء المثليين.

إذا كان هذا العدد من الشباب قد ذهب إلى الحفل وهو يعرف أن هناك عددا من المثليين سيقومون برفع العلم داخل الحفل فمعنى ذلك أننا أمام ظاهرة سيئة تستدعي أن تقوم جهات عديدة، ثقافية ودينية وتربوية وإعلامية، بدورها في مقاومة هذه السلوكيات الشاذة وحماية الشباب من الدمار الأخلاقي.