“صنع في البحرين”

| د.علي الصايغ

منذ افتتاح مركز البحرين للصناعات الناشئة في عام 2003، استبشرنا خيراً بهذا المشروع، وكنت قد أجريت مقابلة مع مدير المركز ــ آنذاك ــ عاطف الشبراوي لصالح إحدى المجلات المحلية، وكانت نظرته متفائلة، والمشروع بشكل عام دعا إلى التفاؤل حقاً، وأنبأنا بتطور هائل إذا ما كان الدعم مضافاً ومتزايداً ضامناً للاستمرار والتطوير، كما أن ظهور بعض المشاريع الأخرى المساندة أو الإضافية لنفس الغرض، في الأعوام التي تلت، دعم الهدف الأساس من خلال هذه المبادرات والمشاريع التنموية المهمة، لكن هل استطعنا تحقيق نتائج كافية في دعم الصناعات الناشئة وتطويرها والعمل على استمرارها؟

المشروع حسب الموقع الإلكتروني لمركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة يهدف إلى إخراج مشاريع بمتوسط مشروعين إلى ثلاثة كل ثلاثة أشهر، فضلاً عن ذلك يمتد نشاط المركز للمراقبة والاستشارة الدورية لضمان سير المشروع في الاتجاه الصحيح.

حديث صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في ذات الشأن يمنحنا دافعاً قوياً لتحقيق تطلعات سموه التي تهدف إلى الاستمرار في بذل المزيد من الجهود (لإحداث تطور جذري في الصناعات الوطنية بشقيها الحديث والتقليدي وصولاً إلى جعل السلع الموسومة بـ “صنع في البحرين” رائجة محلياً واقليميا).

في حديث سموه دعوة مهمة وشراكة واجبة “لإسهام أكبر من القطاع الخاص في مسيرة التطور الصناعي وترقية الصناعات التي تعتمد على المنتجات الوطنية بهدف تحقيق هدف الجميع بالاكتفاء الذاتي في العديد من الجوانب”؛ فمن الضروري أن تتكاتف الجهود وتتضاعف لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتي، فضلاً عن الحاجة إلى اقتراح دعم صناعات نحن بأمس الحاجة إليها، من خلال عمل مسح شامل للقدرة الصناعية لدينا في البحرين، وبالتالي تحديد النواقص، ومن ثم رسم خطة عمل قادرة على مواجهة التحدي بأن نكتفي ذاتياً في معظم الصناعات الأساسية التي نحتاج إليها.