ومضات

قطر والمستقبل... ما يمكن أن يحدث

| أحمد سند البنعلي

منذ عدة أسابيع تحدثنا في هذه الزاوية وقلنا إننا لا نريد أن يكرر التاريخ نفسه ويحدث في قطر ما حدث في غرناطة أو آخر المدن العربية في الأندلس حين بكى أميرها عبدالله الصغير على تضييعها، لا نريد تكرار الصورة كوننا نريد لقطر البقاء والاستمرار والنمو كشعب شقيق ودولة شقيقة جزء من الوطن العربي الكبير، ولكن يبدو أن نظام الحكم هناك لا يريد أن يرى الصورة على واقعها ولا يرغب في قراءة الماضي ومعه احتمالات المستقبل التي لا توحي بأمور إيجابية بالنسبة له كنظام والمنطقة التي هو جزء منها.

التطور الأخير الذي تشهده الساحة القطرية والذي حتما لن يكون في صالح النظام بأي حال من الأحوال، لو استمر وأنتج، يتمثل في دعوة شقيق الأمير الأسبق لقطر ونجل الأمير الذي قبله ونعني الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لاجتماع عائلي يحضره أبناء آل ثاني، ولقاء شعبي موسع لمكونات الشعب القطري، لمناقشة الأزمة القطرية ونتائجها السلبية على الشعب والوطن، فصاحب الدعوة ليس فردا عاديا في العائلة الحاكمة كما يعرف الجميع، وهو لم يضع الدعوة منذ البداية أو بداية الأزمة، فهو كما نرى بادر بذلك بعد أن أنتجت الأزمة سلبياتها وتمادى الحكم في طريقه الذي اختطه، وبدأ التململ كما تنقل الأخبار في جسم العائلة الحاكمة التي ربما بدأ أفرادها البحث عن حل أو طريق للخروج من الأزمة، وهذا الحل بالطبع لن يكون في صالح النظام الحالي لو استمر في تعنته وعناده.

المهم في كل ذلك أن الشيخ عبدالله بن علي لم يبادر بتلك الدعوة دون مقدمات ومقومات لها، بل قدم مبادرته بعد عدة لقاءات مع أطراف الأزمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الذي يمثل مفصل الحل لها، ولقاؤه الإدارة الأميركية بعد ذلك وتسهيله دخول الحجاج القطريين وبعدها ردة الفعل السلبية على ذلك من قبل الأجهزة الرسمية في قطر، ثم وجود شيخ قبيلة المرة في الاحساء بعد تجريده من الجنسية القطرية، كل ذلك لن يكون في صالح النظام في  قطر... والله أعلم.