ومضات

برلمانات تحت الطلب

| أحمد سند البنعلي

ما هو معروف أن البرلمانات في كل مكان وعلى مدى التاريخ نشأت لتكون أداة شعبية في مواجهة السلطات التنفيذية، لتدافع عن حقوق البشر التي يمكن أن تنتهكها تلك الحكومات أو تتجنى عليها، وما نراه في وقتنا الحالي أن بعض البرلمانات تسير على هذا النهج وتتربص بالحكومات لترى لها غلطة واحدة تفتح عليها النار من خلالها، ولكن على الجانب الآخر هناك برلمانات بعيدة كل البعد عن وظيفتها الدستورية وغدت أداة طيعة في يد السلطات التنفيذية، وقصصها كثيرة لا تعد ولا تحصى خصوصا في منطقتنا العربية وبعض “دول العالم الثالث” أو الدول النامية.

آخر ما سمعناه عن هذه النوعية من البرلمانات المضحكة ما يسمى ببرلمان “أربيل” أو البرلمان المنتخب في المنطقة الكردية، وهو برلمان تم إيقافه مؤخرا لمدة سنتين من قبل سلطة أربيل ورئيسها مسعود البرزاني ولكنها استدعته هذه الأيام للاجتماع أو سمحت له بالعودة للاجتماع من أجل إقرار عملية الاستفتاء التي من المقرر أن تحدث هذا الشهر، بمعنى أن البرلمان المذكور يمارس دوره كجزء من السلطة التنفيذية ويأتمر بأمرها ولا نعلم إن كان سيغيب من جديد بعد أن يؤدي هذه المهمة أم لا.

ليس البرلمان الكردي فقط ولكن الصورة تنتشر في منطقتنا العربية بالذات التي نجد فيها الكثير من البرلمانات التي تعبر في مسارات يرسمها المسؤولون، لا تحيد عنها إراديا أو لا إراديا، فهي تضم ممثلين يرون ذواتهم فقط لا أوطانهم أو الشعب الذي يمثلونه... والله أعلم.