حرب العرب والكرد في كركوك (1)

| د. فاضل البدراني

الحرب تضع أوزارها في المنطقة الشمالية من العراق، ولمجرد الاقتراب من نهاية تنظيم داعش وفقا للخطط العسكرية للقوات العراقية التي تحقق أهدافها في الانتصارات وتحرير الأراضي، فإن لغة السياسيين العراقيين بدأت التلويح باستخدام السلاح، ووردت تلك الجمل على لسان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني عندما قال إن البيشمركة جاهزة للدفاع عن كركوك، ورد عليه رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بأن الجيش العراقي أصبح جيشا قويا وقادرا على الدفاع عن وحدة العراق وحقق الانتصارات على تنظيم داعش.

ونقطة الخلاف المتعصب بين العرب والتركمان من جهة والكرد من جهة أخرى، هي مدينة كركوك بحيرة النفط والغاز والكبريت التي قد تنفجر فيها النيران في أية لحظة، إذا ما أصر الكرد على إجراء الاستفتاء في موعده في الـ 25 من أيلول الحالي، خصوصا في المناطق المتنازع عليها، ومن الطبيعي أن التهام النيران للنفط والغاز والكبريت سيؤدي إلى حرق كل ما فوق الأرض من انسان وحيوان ونبات، فالأمر بات مخيفا بشكل حقيقي ويهدد السلم والأمن الهش في هذا البلد الذي يعاني أزمات أمنية وسياسية واجتماعية واقتصادية.

والإشكالية التي تواجه العراقيين بالوقت الحاضر هي طبيعة المطالب المادية العديدة التي ينادي بها الكرد ولم تتحقق بموجب الدستور الذي جرت صياغته في 2005، وكذلك مطلب قومي مهم يتعلق بإقامة دولة كردية مستقلة عن العراق، لكن رغم تخبط الكرد بشتى الذرائع في حواراتهم وتصريحاتهم حول مظلوميتهم المتعلقة بتغييب حقوقهم، فإنهم عندما يحرجون في المحاججة الحوارية بشأن الميزانية السنوية المخصصة لهم وقدرها 17 % وحصة النفط والبيشمركة، فإنهم يلجأون إلى قول الحقيقة بأنهم يبحثون عن دولتهم الكردية، وهذه هي الحقيقة بعينها والحلم الحقيقي لهم.

إعلامي وأكاديمي عراقي