ومضات

اللعب بالأوراق ليس في صالحنا

| أحمد سند البنعلي

يبدو أن الحكومة القطرية تريد أن تلعب بالأوراق وممارسة سياسة عض الأصابع في اعتقاد خاطئ ان دول المقاطعة ستعيد الفكر عندما تشعر بألم هذا العض، مع أن الواقع وحساباته تقول بعكس ذلك وأن من سيصرخ سيكون ومع الأسف الشديد هو الشعب القطري الشقيق الذي تريد حكومته ان تأخذه بعيدا عن حضنه العربي وعن مجاله العربي وامته العربية.

لا يمكن أن ننكر أن ارتماء الحكومة القطرية في الحضن الفارسي سيسيء لباقي دول الخليج العربي ومنها بالطبع دول المقاطعة التي اكتوت من السياسة القطرية في السنوات السابقة وتواجه في نفس الوقت السياسة الإيرانية المعادية لاستقرار هذا الدول، ولكن الخاسر الأكبر من تلك السياسة ستكون الدولة القطرية التي ستواجه موقفا صعبا وعسيرا من نظام الحكم في إيران في المستقبل القريب وليس البعيد.

لقد ارتأت حكومة قطر أن تجعل من الدولة القطرية تابعا لإيران منفذا لسياستها المعادية لأمتها بدلا من كونها جزءا من منظومة واحدة تضمها مع شقيقاتها الدول العربية والخليجية، إيران التي تريد أن تبتلع قطر وغيرها من الدول الخليجية ففتحت قطر لها الباب لتقوم بذلك بداية من قطر التي تعتقد أنها يمكن أن (تستنجد) بعدو أمتها في مواجهة هذه الأمة في تصوير خاطئ أنها في ما يشبه الحرب مع شقيقاتها التي تريد لها ولشعبها الخير وتدافع عن استقلالها.

هذه السياسة الانعزالية التي تمارسها حكومة قطر تقوم بها بلا مرجعية شعبية او قومية، بمعنى أن شعب قطر لم يبد رأيا في هذه السياسة ولم يشارك من بعيد أو قريب في رسمها أو التخطيط لها ولا أظن أنه يوافق عليها ويريد الابتعاد عن أمته والاستنجاد بإيران أو تركيا، ولا أظنه يوافق على تصوير الأزمة بانها حرب بين الأشقاء، وفي الحقيقة لا أعتقد أنه سيظل صامتا تجاه هذه السياسة خصوصا عندما تتكشف حقائقها ويظهر إلى السطح التأثير السلبي لها بحقه وحق وطنه.

لذلك نقول ان سياسة اللعب بهذه الأوراق والتصوير بوجود سياسة عض الأصابع ستكون قطر هي الخاسر الأكبر لها.. والله أعلم.