سوالف

كنا مع خونة أشعلوا النار وكشفوا الأسرار العسكرية!

| أسامة الماجد

هكذا بات بمقدورنا اكتشاف الخيانة وإيضاح الدور المشين الذي قامت به القوات القطرية في التحالف العربي في اليمن، وكما ذكر الخبير الأمني والاستراتيجي السعودي، الدكتور أحمد الشهري في برنامج “ما وراء الخبر” “فقد كانت دول التحالف تعاني من الاختراقات من خلال المقذوفات، رغم أن الحوثي لا يملك مراقبة جوية ولا طائرات استطلاع، فكيف يمكنهم كشف أماكن تواجد قوات التحالف إلا إذا كانت هناك خيانة في التحالف، والتي حصدت أرواح العديد من الجنود السعوديين والإماراتيين وبقية الدول”.

وأشار الشهري الى أنه “وبعد خروج قطر من التحالف في اليمن تغير الواقع على الأرض بشكل كبير، حيث تقدمت قوات الشرعية بشكل لافت للنظر، بل وتم تحقيق ثلاثة انتصارات في شهر واحد ما بعد الأزمة القطرية، وذات الأمر ينطبق على العراق وفي ليبيا فيما أخذ الحوثيون يتاجرون في الآثار والمخدرات حتى يمولوا معاركهم العسكرية، لأنه تم وقف الدعم المالي لهم والتي كان يستغل في إطلاق الصواريخ لاستهداف الأماكن المقدسة، والتي تدعم تقنياً من قبل خبراء إيرانيون وأعضاء في حزب الله ومن خلال المال القطري”.

إذن نحن لم نكن مع قوة تشارك من اجل منع العدوان والحرب ووضع حد للإرهاب الحوثي والعنصرية الاستيطانية الايرانية التوسعية، ولم نكن في تلك الجبهة مع اصدقاء واشقاء حقيقيين يقفون معنا في وجه المؤامرة، وإنما كنا مع عملاء وخونة اشعلوا النار وكشفوا الاسرار العسكرية ولاذوا بالفرار، فهم لم يقاتلوا من اجل دول الخليج ومن اجل الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وانما كانوا يقاتلون بالرفقة الدائمة العميقة مع “الحوثي” وكانت النتيجة استشهاد العديد من الجنود السعوديين والاماراتيين والبحرينيين، وقائمة طويلة من الاصابات.

ما فعلته قطر في قوات التحالف يعد من المفاجآت في امور هذه الدنيا جعلتنا نعيد النظر في بعض المفاهيم التي نحملها، فلم نكن نتخيل ان الجندي الشقيق الذي يقف معنا في نفس الخندق تقف وراءه رواية خسيسة.. اجهزة سرية واموال ورشوات وحيل ومؤامرات ومرتزقة ويحمل الكراهية للسعودية والبحرين والامارات. والمفاجأة ليس في شخص هذا الجندي، بل في قيادته ومن اصدر له التعليمات، ومع ذلك فإنه يبقى سؤال كبير، كبير جدا.. لماذا فعلت القوات القطرية ذلك في أشقائها؟