سوالف

أين الاستشاريون والمهندسون من تخبط الطرقات؟!

| أسامة الماجد

كتبنا عن قضية سوء التخطيط في الشوارع والطرقات كثيرا، وامتلأت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي بالمقالات التي تشرح معاناة الأهالي، ولكن يبدو أن الجهات المعنية تجد صعوبة في مجال معين مع إهمال المجالات الأخرى التي لها صلة كبيرة بالبنية التحتية، وأستغرب عندما يتحدثون عن الاستشاريين والمهندسين ودورهم في التغيير والتخطيط، والقصة التالية تبين أننا نعيش أزمة تخطيط وتنسيق وتنظيم في أحد أهم القطاعات الحيوية وهو قطاع الطرق.

قبل عام تقريبا قام المجلس البلدي بالمحافظة الجنوبية بتعديل الشوارع الفرعية الممتدة على طول شارع بغداد بمدينة عيسى، ومن ضمنهم شارعنا “210” حيث تم وضع “طابوق أحمر” أمام واجهات المنازل، وشبكة حديثة لتصريف مياه الأمطار التي تتجمع بكثرة في هذه المنطقة، استمر العمل فترة طويلة وعانى خلالها أهالي المنطقة من عمليات الحفر وإعادة الرصف وغيرها من أعمال الصيانة، وبعد الانتهاء من المخطط استبشرنا خيرا بأن الأمر انتهى وتم تحسين الطرقات وأصبحت مرافقنا متكاملة، ولكننا فوجئنا بوزارة الكهرباء قبل أيام فقط تقوم بإزالة “الطابوق الأحمر” الذي وضعه المجلس البلدي أمام منازلنا وأعادتنا إلى نقطة الصفر بسبب وضع “كيبل” كهرباء جديد!

أين الخدمات الاستشارية والفنية والإدارية اللازمة في الجهتين، كيف لجهة أن تنجز مشروعا قبل سنة ثم تأتي جهة ثانية وتنسف نفس المشروع وكأن المسألة مجرد دورات تدريبية في جامعات أو شركات عالمية؟ هذه المشكلة التي نعاني منها تعطي انطباعا بأن الأمور في وزارة الأشغال والمجالس البلدية لا تسير سيرا حسنا، وأن التنسيق بين جميع الأطراف سيئ للغاية، وهذا المنطق مرفوض لأن المواطن المتضرر وهو من يتحمل عبء هذه التخبطات وأنماط التجارب في الشوارع والطرقات. إن مثل هذا الارتباك لا يمكن أن يعالج بسهولة نظرا لأن الزيادة منتشرة في كل الطرقات، وقد تمتد لفترة طويلة، ولا يمكن التحكم في الأمر ما لم نتبع سياسة صحيحة بأن يكون هناك التزام  حقيقي بالاستراتيجية الموضوعة.

في جملة قصيرة أقول... لماذا أصبح إهمال الشوارع الداخلية أمرا شائعا عندنا، ولا يوجد هناك أي نوع من التنظيم والتخطيط؟.