ما وراء الحقيقة

أمة العرب (2)

| د. طارق آل شيخان الشمري

العرب أصحاب حضارة إسلامية وإنسانية وأصحاب تنوع ديني وطائفي إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فمنذ أن تكلم أبونا إسماعيل عليه السلام العربية​ حتى عصرنا الحالي، كنا دائما نحن العرب نعتز بقوميتنا العربية. لكن هذا الاعتزاز، لم يجعلنا أبدا ننظر بعنصرية وكره إلى الشعوب الأخرى، ولم نتخذ من إلغاء الآخر شعارا لنا، لأننا نثق بأنفسنا، ولأننا لا نشعر أبدا بالنقص العرقي لكي نعادي الآخرين، ولكن هناك من استغل القومية العربية، ليس للإساءة واحتقار وإلغاء الشعوب الأخرى، بل لإلغاء الإنسان العربي نفسه، وهناك شواهد على قيام هؤلاء بهذا العمل المشين ضد العرب، مستغلين شعار القومية لقتل وتدير كل ما يمت للقومية العربية بصلة.

يكفي العرب أن يكون القائد عربيا بكل معنى الكلمة من أجل رفعة الإنسان والشعب العربي، أما منطق بعض دعاة القومية فحدث ولا حرج، فبشارالأسد بدل أن يكون هذا القائد عربيا قوميا، كان طائفيا وارتكب المجازر بحق مسلمين يخالفونه المذهب، بحجة التعرض لأمن سوريا العربي القومي، وأصبح ذليلا خانعا لطهران، باع سوريا العروبة والتاريخ والتعايش ليس بين المذاهب بل بين الأديان، وباع التراب السوري الطاهر بحجة محور المقاومة والتصدي لإسرائيل، وهاهم العسكر الإيرانيون والروس يعيثون دمارا وفسادا بسوريا صاحبة القومية العربية، أضف إلى ذلك الأحزاب المصرية واللبنانية واليمنية التي تقول عن نفسها إنها قومية، تضع يدها في يد إيران، وتقف ضد دول الخليج بكل قوتها لتدمير العرب ووحدتهم، فأية قومية عربية تعمل لخدمة إيران وروسيا؟ وأية قومية عربية تقف ضد وحدة العرب في التصدي للأعداء؟!.