ليس عذراً

| فاطمة الجمعة

بعد تخرجه من الثانوية، ادخله مجموعه المتدني قسم لايرغبه "مضطراً" كون هذا القسم الوحيد الذي قبله!

تخرج من هذا القسم البغيض لنفسه وتوظف وظيفة دون المستوى في نظره. 

يكره وظيفته ويكره الإستيقظ مبكراً لها ويرى ان شأنه اعلى ذلك بمرات فيقصَّر في شغله، ويماطل في إنجاز حاجات مراجعيه اوطلابه، ويعامل زملائه بإستهانة كونه يكره عمله وذلك عذراً مقنعاً بالنسبة له وكون العمل ممل ويتكرر بنفس السقم ولكن زميلنا لا يكره راتبه آخر الشهر ولايمل تكراره!

احب احد النساء ولأسباب مجهولة لم يتزوجها، فزَّوجته امه بفتاة ترغبها، اسس زميلنا حياة بائسة مع إمراة لا يعرفها وانجب الكثير من الاولاد ومع كل إنجاب جديد يمنَّي نفسه بأن الحياة ستبتسم له وانه سيكون سعيد، كبر الاولاد وانجبوا الاحفاد وهو لايزال تعيساً ويعاملهم بقسوة او إهمال لانه لم يرغب بهكذا حياة، فهو معذور ان لم يُحِب زوجته او اولاده وان عاملهم بسوء كونه اختار هذه الحياة رُغماً عنه وانها مملة!

والامثله تطول وتتعدد لمن اتخذ اضطراره لفعلٍ ما عذراً لتقصيره فيه.

اعلم عزيزي ان مهما كان اضطرارك لأمرٍ ما فإنك اخترته بكامل حريتك وكونك اخترته فأنت راضي به وان لم يكن بشكل كامل، واختيارك لشيء ما وموافقتك عليه ليس فقط على مميزاته بل عيوبه ايضاً، وانت متحمل للمسؤلية كاملة بحلوها ومرها فإن رأيت ان هذه المسؤلية ارهقتك فأترك فغيرك احق بها واجدر.

 

الحياة لاتعطينا كل ما نتمى دائماً، فإما ان تأخذ البديل عن احلامك وتتعامل معها بكل امانةوإحترام  او لاتفعل فتظلم نفسك والآخرين.