سوالف

الردع جاء في وقته... فلا يصح إلا الصحيح

| أسامة الماجد

تمت تصفيتها بعد قرار إغلاقها الشهر الماضي لينتهي فصل طويل من سيناريو الفبركات والأكاذيب والمناورات الخبيثة والتحريف والتزوير وتوظيف كل الطاقات لكل ما يضر سمعة البحرين ويهدد أمنها، بل التركيز على النفخ في القضايا ذات التعبئة الطائفية ومضاعفتها والهروب عن عمد من مسؤولية متابعة الأخبار التي تشرف البلد. لقد أعطى المشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه دفعا قويا لحرية الصحافة حتى غدت الصحافة البحرينية وبشهادة المنظمات الدولية نموذجا رائعا في استقلالية هذا المنبر والتزامه بالبناء والتطوير وتمتعه بمناخ خاص، ولكن هناك من استغل هذا المناخ وخرج عن إطار الوطنية وعمل بتخطيط مع الخارج وصال وجال في مناجم نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات البحرين بالدول الأخرى، وكان لزاما أن يكسر هذا السلاح بهذا الشكل أو ذاك.

أقولها وأنا على درجة عظيمة من الثقة “نحن لا نشمت” ولكننا واجهنا ماكينة هائلة من الأكاذيب وأقلاما تطلعت لبلوغ هدف معين واستحداث واقع مفبرك عن البحرين “مداهمات، اعتقالات، اختفاء، محتجين بدل إرهابيين، حراكا سلميا بدل الإرهاب والتخريب” وكل ذلك كان يكتب بحماسة وبالمعيار الحقيقي للكذب، ومرات عديدة كان لأقلامهم دور خاص في الإساءة لدول شقيقة ولا نحتاج لعرض النماذج، وهناك أيضا كم هائل من الخطب المنظومة إن صح التعبير ضد الوزارات والجهات الحكومية “التربية والداخلية تحديدا”، حيث توالت الصفحات المليئة بالأكاذيب وصياغة الكلام المفبرك وأحاديث طويلة متشعبة عن التبعية!

وهنا ينبغي طرح سؤال... ماذا لو كان هذا الإعلام يتنفس لغاية الآن والمنطقة تمر بمثل هذه الظروف الخطيرة والبحرين تقف مع أشقائها في وجه مؤامرة قطرية واتجاهات سياسية معادية لا مثيل لها وهناك استناد قطري على عدونا الرئيس النظام الإيراني الذي يرتبط ارتباطا وثيقا مع ذاك الإعلام؟ أتصور أن الردع جاء في وقته، فالبحرين صبرت كثيرا على هذا الإعلام الذي يزيف الحقائق وجاء الوقت الذي تنتهي فيه المرحلة التي يعيشها، فلا يصح إلا الصحيح.