قوة الصحافة

| د.علي الصايغ

 للصحافة أهمية كبرى اجتماعية وسياسية واقتصادية وفي كل المجالات، وتبقى أخلاقيات الصحافة ودروسها متجلية لدى المؤمنين بالدور الخير لهذه الآلة المؤثرة في المجتمعات عبر العصور. 

إن اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترامب صحيفة “نيويورك تايمز” بأنها أفشلت محاولة قامت بها الولايات المتحدة لقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، وإعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن البغدادي لا يزال حياً رغم تقارير عدة أشارت إلى مقتله، يوضح مدى تأثير الصحافة السلبي في بعض الأحيان.

ومن جانب العمل الصحافي المهني فإن الحصول على المعلومة الجديدة يعد فوزاً في سباق الصحافة اليومية، ومن الصعوبة بمكان أن تحتفظ مؤسسة صحافية بأية معلومة مهمة دون نشرها والتباهي بالحصول عليها، ومن جانب آخر فإن نشر معلومات قد تضر بالمجتمع أو تسمح للعدو الاستفادة منها يُعد جريمة في حق المجتمعات بل إساءة لأخلاقيات العمل الصحافي؛ فالدور الإيجابي للصحافة مبني على أخلاقياته، وليس في التسابق إلى نشر المعلومة أو الخبر دون الاكتراث هل هناك إضرار بالمجتمع المحلي أو الدولي.  يقال إن نائباً حاول أن يثني أحد الصحافيين عن نشر خبر مغلوط، لكن الصحافي أصر على نشره، ورغم الأدلة التي قدمت للصحافي عن خبره المغلوط هذا، المتسم بشحنة كبيرة من الإثارة للفتنة، إلا أن تغطرسه حال دون تفهم خطئه، وهذا يمثل في الحقيقة الخيط الرفيع ما بين المهنية والأخلاقية.

أختم مقالي بمقولة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر تلخص الحالة المُثلى التي يجب أن تكون عليها الصحافة فقد أفاد سموه بالقول “إن الصحافة قرين كل تطور اقتصادي وسياسي ناجح، وهي انعكاس لواقع الحريات الذي يزدهر بفضله فضاء الإبداع”.