تدمير الموصل

| عبدعلي الغسرة

هل سيعود أهل الموصل إلى مدينتهم بعد انتهاء المعارك؟ وكيف ذلك؟ ومَن سيسمح لهم بالعودة؟ وهل تمت محاربة داعش من أجل عودتهم؟ وهل كانت فعلاً المعارك لتحرير الموصل؟ أم تنظيفها من أهلها وتدميرها؟

نعم وصلت القوات الداعشية إلى الموصل بأسلحة ومعدات قليلة وخفيفة في 10 يونيو 2014م واستولت على كل المعدات والأسلحة التي تركها أفراد من الجيش المزعوم وبتخطيط مرسوم مُسبق ثم بسطوا سيطرتهم على أرض الحدباء في أقل من ثلاثة أيام، وراح ضحية هذا الاحتلال آلاف من أبناء الموصل سواء بنحرهم بالسكاكين أو قتلهم بالرصاص أو رميهم من أعلى المباني، وكان القتل واستباحة الأعراض وانتهاك الحقوق الوجبة اليومية لأهل الموصل التي كانت تطبخ وتدار من طهران بمشاركة من الحشد الطائفي والميليشيات الإيرانية في العراق وفيلق الفُرس الإيراني، ولم يكن أهل الموصل آمنين على أنفسهم وهُم في مدينتهم حتى أُخرجوا منها فكيف سيحصلون على أمنهم وحريتهم وهُم عائدون إليها؟

دمرت داعش بمباركة النظام الإيراني والميليشيات الإيرانية في العراق مدينة الموصل بنسبة تصل إلى أكثر من 90 % وقتلت عشرات الآلاف من أهلها، ومازالت هناك جثث تحت أنقاض الأبنية المُدمرة، فهل يعد القصف المُتعمد على أبنية الموصل ومؤسساتها وساكنيها تحريرًا؟ وأين هي صور الداعشيين الذين سقطوا في هذه المعارك؟ لن ينال أهل الموصل حظهم من العودة إليها لأنها أُعدت لغيرهم، وهذا ما نسميه التغيير الديموغرافي، لقد كانت للنظام الإيراني أسبقية في عملية التغيير الديموغرافي حين قام بنقل أبناء السنة السوريين من مُدنهم إلى مواقع أخرى في سوريا ونقل أبناء الشيعة السوريين من مُدنهم إلى مواقع أخرى غير مُدنهم، وهذا ما سيكون عليه الأمرُ في الموصل، فهل تستطيع الحكومة العراقية أن تؤكد للموصليين والعراقيين والعالم أن أهالي مدينة الموصل من النازحين والمُهجرين سيعودون إلى ديارهم؟.