قطر بين أمرين

| عبدعلي الغسرة

لم يأت الرد القطري كما كانت تأمل القيادات وأبناء الخليج العربي والأمة العربية، بل إن قطر وأمام الملأ أعلنت أنها اختارت أن تعانق إيران والإخوان وتمد يدها للإرهابيين على حساب علاقاتها الخليجية والعربية، وعلى حساب مبادئها القومية، وهذا الأمر أثلج صدر النظام الإيراني كثيرًا وأراح بال الإخوان في دولة قطر وغزة ومصر وسوريا والسودان والصومال وعلى كل أرض يُقيمون، وبعث الآمال للذين يُفسدون في الأرض ويقتلون الأبرياء بالأموال القطرية الذين كانوا يتخوفون أن يكون موقف القيادة القطرية غير ذلك، ومن ناحية أخرى فإن هذا الاختيار أساء إلى الأقطار الخليجية والعربية وإلى موقف دولة قطر القومي.

إن أقطار الخليج العربي لا تتدخل في الشؤون القطرية الخاصة في علاقاتها مع أية دولة في العالم، ولكن يجب أن لا تُسيئ هذه العلاقة إلينا وإلى أقطارنا، وقطر تعرف مَن هو النظام الإيراني وما هي أهدافه في المنطقة الخليجية والعربية، وتعرف جيدًا دوره التخريبي التوسعي والطائفي، وتعرف جيدًا أن العديد من الشباب المغرر بهم من الأقطار الخليجية والعربية يتواجدون في معسكرات النظام الإيراني في إيران ولبنان والعراق وسوريا وأفغانستان وباكستان، من أجل تدريبهم للقيام بمهمات عسكرية ضد بلادهم وتدميرها وتعطيل تنميتها، لذلك مع بداية الأزمة كشر النظام الإيراني عن أنيابه وأعد عدته من أجل نيل مُبتغاه من هذه الأزمة التي كنا نتمنى أن لا تكون.

أما الإخوان فهم كالذباب المُنتشر على الموائد الأكثر إشباعًا، فهم يأكلون ولا يشبعون وإن شبعوا فهم لا يشكرون، وإن نقص عليهم شيء فهم يسيئون إلى من مد إليهم يد العون، فالإخوان لم يكونوا نافعين لبلادهم ولن يكونوا في جميع الأقطار العربية بسبب مصالحهم الخاصة، فآيديولوجيتهم الطمع وليس الإسلام، لنتذكر الذي فعلوه في فلسطين بعد أن استأثروا بقطاع غزة، وكيف أرادوا أن تكون مصر بعد أن وصلوا إلى البرلمان والرئاسة،  لنتذكر كيف كانت ستكون تونس لو تحقق لهم ما أردوا؟ وهاهم الآن يفسدون في الخليج العربي ويُفرقون بين أقطارها وشعبها.

على القيادة القطرية وهي تدرك أن أمرها وهي في الحضن الإيراني والتركي والإخواني سيكون وبالاً عليها وعلى سيادتها، فستكون دولة قطر ومواردها تحت تصرفاتهم، وستفقد قطر ذاتها وطعمها الخليجي والعربي، وعندما تعود إلى حضنها الخليجي والعربي ستحافظ على سيادتها الوطنية ووجودها الخليجي وذاتيتها القومية، وكلنا أمل أن يتحقق الأمر الثاني فما من عاقل يقبل أن يكون سيف الأجنبي على رقبته.