ستة على ستة

مخطط إيراني جديد

| عطا السيد الشعراوي

برعت صحيفة الجارديان البريطانية في تقديم صورة معبرة عن مدى التغول الإيراني في كل من العراق وسوريا وخضوع هذين البلدين العربيين العريقين لإيران، بحديثها عن مخطط إيراني لتأمين ممر بري يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا. تنطلق الصحيفة من أحداث مدينة البعاج العراقية المحاذية للحدود السورية التي تشهد قتالا بين قوات الحشد الشعبي وتنظيم داعش، حيث يتعرض الأخير لتراجعات وهزائم على يد قوات الحشد، بل تتعرض المدينة بكاملها للدمار الشامل ما يعكس عقيدة ثابتة لدى قوات الحشد الشعبي وهي الرغبة في تدمير كل المناطق التي يقاتلون فيها لدرجة تجعل المتابع في حيرة فيما إذا كان القصد هو إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي أم هزيمة طائفة من أبناء العراق وإذلالهم. وصفت الجارديان المشهد الرئيسي في هذه الحلقة من حلقات الالتهام الإيراني للأراضي العربية التي تجري أحداثها حاليا بمدينة البعاج العراقية، بالقول “بالموازاة مع تقدم قوات الحشد الشعبي في العراق نحو الحدود السورية، تقدمت قوات أخرى موالية لإيران في سوريا نحو الحدود العراقية إلى أن التقت القوتان، على الحدود بين مدينتي الميادين العراقية ودير الزور السورية، في لحظة فارقة في الحرب السورية وفي المعركة ضد تنظيم داعش، لكنه أيضا تجسيد جزئي للمخطط الإيراني في المنطقة”. الغريب أن هذا المخطط لم يكن موضع اهتمام عربي، وإنما كان مثار تخوف إسرائيلي، حيث ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تتابع بقلق نشاط إيران في العراق، في سعيها لفتح ممر بري يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا، بمساندة من الميليشيات التي تسيطر عليها ايران، اضافة الى جماعة الحشد الشعبي العراقية بحيث تحقق إيران حلمها التاريخي. وحذرت الصحيفة من خطورة الوضع بتأكيدها أن الحدود السورية العراقية هي الموقع الأهم في المنطقة، حيث ستحدد صورة الوضع الإقليمي ككل، وأن تكريس ممر بريّ تحت سلطة إيران ونفوذها سيغيّر الميزان الاستراتيجي في الشرق الأوسط، لأن مساعي إيران لاحتكار ميناء شمال غربي سوريا يعطيها موطئ قدم على سواحل المتوسط، في حين أن إسرائيل تركز جهودها حول المثلث الحدودي السوري الأردني الفلسطيني، وضمان عدم عودة قوى موالية لإيران إلى هذا المثلث.