حياة عصرية وعادات دخيلة

| زهير توفيقي

كغيري وحسب العادات المتبعة في مجتمعاتنا، وتطبيقاً لتعاليم ديننا الحنيف، وبقدر المستطاع أحرص على تقديم واجب العزاء نظراً لما لذلك من آثار إيجابية على أهل المتوفى مما يخفف مصابهم الجلل، وكما يعلم الجميع، فإن مجالس العزاء تستقبل المعزين لمدة ثلاثة أيام فقط وهي فترة قصيرة جداً نظراً للالتزامات الكثيرة لدى الجميع في ظل الحياة العصرية التي نعيشها والمشاغل التي قد لا تترك متسعاً من الوقت للناس لأداء واجباتهم الاجتماعيّة.

ومناسبة هذا الحديث أنني لاحظت في كثير من الأحيان تغييراً في بعض الأعراف المتبعّة في مجالس العزاء، وهي أعراف اعتادها المجتمع البحريني الأصيل عبر سنوات طويلة بل أصبحت تقليداً وموروثا، وأقصد هنا إحجام أهل المتوفى عن استقبال المعزين صباح يوم الجمعة الذي قد يقع ضمن أيام التعزيّة، علاوة على اقتصار العزاء في شهر رمضان المبارك على الفترة المسائية التي تعقب صلاة التراويح فقط.

لاشك في أن هذا الانتقاء يُسبب حالة من الإزعاج للراغبين في تقديم العزاء صبيحة يوم الجمعة وصبيحة أيام رمضان، حيث في ذلك إهدار للوقت والجهد، فكل ما أتمناه أن يتم تحديد الأوقات كما كان متبعاً في السابق واعتبار ذلك عرفاً متبعاً وذلك تجنباً للوقوع في مثل هذه الإحراجات. 

أكرر من خلال هذا المنبر وكما ذكرت في مقال لي سابقاً أهمية أن يحرص المعزون على احترام مشاعر وظروف أهل المتوفى وحزنهم على من فقدوه، علاوة على أهمية الالتزام بالنظام خلال الاصطفاف لتقديم التعازي.