زبدة القول

الرئيس الإيراني القادم ومستقبل إيران والمنطقة

| د. بثينة خليفة قاسم

انتخابات الرئاسة الإيرانية التي ستجرى في التاسع عشر من الشهر الجاري قد تكون محددا لمستقبل الحرب والسلام في المنطقة، فهل سيجدد الإيرانيون لروحاني “ممثل تيار الإصلاح والاعتدال”، أم سيأتون بممثل التيار المتشدد المؤيد من قبل المرشد الأعلى؟

نتيجة هذه الانتخابات، في ظل التغيرات العالمية وبالتحديد كون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، قد تخلق حربا جديدة في المنطقة إذا ما كان الفوز من نصيب ممثل التيار المتشدد، فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي صراحة خلال زيارته إسرائيل الشهر الماضي أن الولايات المتحدة بصدد تشكيل حلف دفاعي شرق أوسطي ضد إيران ومن أجل حماية أمن إسرائيل.

فهل يفعلها الإيرانيون ويأتون بممثل التيار المتشدد الذي يمكن أن يجر إيران والمنطقة إلى حرب جديدة وتكون إيران نصيب ترامب من الحرب؟ 

في كل الأحوال يجب أن تفكر إيران جيدا في نتائج سياساتها تجاه المنطقة على مدار السنوات الماضية التي جعلت غالبية جيرانها يفقدون الثقة فيها وفي أية عملية تفاوض معها.

الآن الولايات المتحدة تريد حلفا شرق أوسطي لمواجهة إيران، وهذا الحلف بطبيعة الحال يمكن أن يستفيد من رصيد عدم الثقة الذي ترسخ ضد إيران في المنطقة وتدخلاتها السافرة في شؤون جيرانها، فهل يمكن لإيران أن تتدارك الأمر؟ أم أن الوقت فات، وأن أحدا لن يصدقها وهي التي تعبث ليلا ونهارا بأمن جيرانها؟

إيران لا يجب أن تلوم إلا نفسها خصوصا أن ترامب القادم لزيارة المنطقة يبدو جادا فيما يقول، وإذا كانت إيران لا تزال تراهن على استخدام العواطف الإسلامية لشعوب المنطقة في مواجهة الغرب فرهانها خاسر لأنها أساءت كثيرا لهذه الشعوب بتدخلاتها في العراق واليمن والبحرين؟.