ستة على ستة

إرهاب داعش في كل مكان (1)

| عطا السيد الشعراوي

ظهر تنظيم داعش الإرهابي في الآونة الأخيرة وكأنه نافذ القوى واسع الانتشار في كل مكان من أنحاء العالم، فما إن تضرب الهجمات الإرهابية بلدًا ما، يسارع التنظيم لإعلان مسؤوليته عن هذا الهجوم، مباركًا وقوعه ومهنئًا مرتكبيه من أتباعه “بالشهادة”، مبشرًا إياهم بدخول الجنة جزاء لما أقدموا عليه من عمل.

ولعلنا لاحظنا وجود هجمات إرهابية في دول متقدمة وقوية أمنيًا واستخباراتيًا مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة التساؤل عما إذا كان داعش بالفعل هو الذي يقف وراء جميع هذه الهجمات، خصوصا أن كثيرًا منها ضرب مواقع حساسة واستراتيجية كالبرلمان البريطاني والمخابرات الروسية واستهداف الشرطة الفرنسية بأشهر شارع في العالم وهو الشانزليزيه في باريس، فمن أين جاء داعش بهذه القوة الهائلة التي تمكنه من اختراق هذه الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العريقة والمحترفة في الحفاظ على أمن البلاد ومؤسسات الدولة؟!

باعتقادي من يقوم بمثل هذه الهجمات الإرهابية “داعش” كفكرة وليس كتنظيم، فكل متطرف وإرهابي ينتمي لداعش فكريا لكنه ليس بالضرورة عضوًا بداعش كتنظيم لا يتعدى أفراده بضعة آلاف وفقًا للتقديرات الاستخباراتية المختلفة، وهو عدد غير قادر بأي حال من الأحوال على ارتكاب كل هذه الجرائم التي نسمعها ونقرأ عنها في كل مكان من العالم وبأشكال مختلفة وأنماط متباينة، خصوصا إذا علمنا أن التنظيم يخوض معارك مباشرة ومواجهات حربية منهكة في العراق وسوريا تستنزف قواه وجهده، ولا توفر لها حتى وقتًا كبيرًا لتدبير أعمال إرهابية بعيدًا عن هاتين الدولتين.

بطبيعة الحال، من مصلحة داعش أن يتم إلصاق أي عمل إرهابي به، إذ يعني ذلك أنه تنظيم خارق، وقادر على بث الرعب في نفوس جميع الدول واختراق حصونها، فيكون جديرًا “بالاتباع” و”التصديق”، بل التضحية من أجل الانتماء له ونيل “شرف” العضوية بعد أن أصبح تهديدًا للعالم كله ونجح بأن يكون له تواجد وحضور في كل بقاع الدنيا.