المجلس الخليجي (2)

| د. سليمان العيدي

كان مدار البحث في مجلسنا الخليجي الأسبوع المنصرم موضوع له اهتمام في أوساط أهل الخليج ألا وهو المائدة الرمضانية والإسراف الكبير لدى البعض هداهم الله وشهر رمضان شهر روحانية لا شهر أكل وشرب فقط، لكن العادات طَغْت على هذا الأمر حتى أصبحت السفر تُمد على مد الأعين بكل أسف ثم يُرمى الباقي بدون فائدة. وأثناء نقاش المجلس اقترح الأستاذ مؤنس المردي على المجلس وأهل الخليج القيام بحملة توعوية تذكيرية بنعم الله وأهميتها والمحافظة عليها من الزوال، وقال إن تجربتنا في الأسابيع المشتركة مثل أسبوع المرور وحملات مكافحة المخدرات والاهتمام بالناشئة كلها كانت حملات رائعة فلماذا لا نُجربها مع حملة “احفظها من الزوال”، هذه النعم التي فتح الله بها على أهل الخليج رأينا بكل أسف سباقاً مارثونياً بين الأثرياء ثم يَصيْر هذا الطعام إلى الإهْدار، نسأل الله ألا يعُاقبنا على هذا الإسراف، ثم لو نظرنا من حولنا لوجدنا أنه بالإمكان إنشاء محافظ الأطعمة التي يمكن أن يقوم بها رجال الأعمال والهيئات المختصة والجمعيات الخيرية في خليجنا كما هو حاصل في بعض دول الخليج من بنك الطعام الذي أُقيم في السعودية والكويت مثلاً ونحتاج إلى تطبيقه وتوسيع دائرته وعمل حملات إعلامية لإيضاح دوره في حفظ الأطعمة من الهدر وحتى نخفض فاتورة ما يصرف في رمضان، كما تذكر الإحصاءات أن الغذاء يكلف ما يقرب من 14 مليار ريال خلال شهر رمضان وهو شهر واحد في العام.

إنني على يقين بأن فكرة زميلنا مؤنس المردي سيكون لها الأثُر الطيّب في مراجعة السفرة الرمضانية والعودة إلى العقلانية والبعد عن التقليد والتبذير الذي نهى عنه ديننا الحنيف، كما أنَّه ليس من المناسب أن يشاهدك الفقراء فتكون الصورة أشَّد وقعْاً على قلوبهم حيث نهى الإسلام أن يبيت المسلم شبعاناً وجاره جائع، إن في إهدار النعم والإسراف فيها كسرٌ لقلوب الفقراء فحافظوا على نعمكم من الزوال.