السعودية والموقف العقلاني والعملي من القضية الفلسطينية (1)

| مجدي الحلبي

قمة البحر الميت الأخيرة وفي القمم العربية قبلها وعند الحديث عن القضية الفلسطينية تبقى المملكة العربية السعودية الوحيدة التي تتجه للحلول العقلانية الواقعية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. تكفي العودة إلى المبادرات التي انطلقت من الدول العربية ومن الاجتماعات واللقاءات والتحركات الدبلوماسية العربية منذ العام 1967 وحتى اليوم، لنرى أن موقف المملكة العربية السعودية هو العملي والبرغماتي الوحيد الذي يحسب الحسابات الدولية والمتغيرات على ساحة الدول العظمى ويرى بواقعية تامة أن إسرائيل لم تقم لكي يتم محوها عن الخريطة بخطبة عصماء أو كلمة نارية في تظاهرة مليونية أو الكتابة على صاروخ فجر أو عصر أو مساء أو حتى زلزال. الوضع بعد حرب حزيران 67 لم يتكون من تلقاء نفسه وهناك قوى عظمى عملت لرسمه وتحويله لواقع جديد وتحد للأمة العربية التي أفاقت على هزيمة لم تحلم بها من قبل أو قل لم يشأ زعماؤها آنذاك أن يعلموا شعوبهم بأنهم لن ينتصروا على إسرائيل. فلو ذهبنا إلى الوراء إلى سنوات السبعين من القرن الماضي سنجد أن من حاول حل المسألة الفلسطينية على أساس حدود 67 كان الملك فهد بن عبدالعزيز فيما عرف آنذاك بورقة الملك فهد التي تحدثت حينها عن حل عادل وإقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حزيران 67 والتعامل معها على أساس القبول بحل الدولتين بحسب المواثيق الدولية، حينها رفع بعض العرب جباههم ورفضت إسرائيل هذا المقترح ولكن الجامعة العربية أقرته أكثر من مرة في اجتماعاتها اللاحقة. وقال لي بعض الثقات من الإخوة الذين عاصروا المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز إنه جمع قيادة منظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات وطلب منهم تقديم ورقة بطلباتهم والحد الأدنى الذي يمكنهم التنازل عنه لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبعد مداولات ونقاشات خلص المغفور له بمقترح سمي فيما بعد بورقة الملك فهد التي كانت اختراقا لكثير من المسلمات العربية والممانعات والمزاودات وتسابق العرب على رفع سقف الفلسطينيين إلى حد انعدام أية إمكانية للحديث مع دول العالم أو التخاطب مع إسرائيل. “إيلاف”.