رؤيا مغايرة

“إرشاد الحيارى إلى أسباب استهداف النصارى”

| فاتن حمزة

سقط 25 شهيدا وأكثر من 59 مصابا جراء تفجير استهدف كنيسة مارجرجس في طنطا، ثم سقط ثمانية شهداء و30 مصابا في تفجير آخر استهدف كنيسة بمدينة الإسكندرية، فيما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجيرين.

إرهاب بشع استهدف أرواح أبرياء آمنين بالكنيسة أتى بالتزامن مع “أحد الشعانين”، وهو عيد للمسيحيين، حدث الانفجار أثناء الصلاة وملأ الكنيسة بالنيران، فتناثرت الأشلاء على يد انتحاري ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية.

هناك أهداف دفعت الإرهابيين لاختيار الكنيستين للتفجير أولها جر مصر إلى فوضى دموية وشغلها من الداخل.

هناك من يسعى لتقسيم مصر إلى دولة للأقباط وأخرى للمسلمين، الأمر الذي يأتي في سياق تقسيم الوطن العربي المقسم أصلا، وكذلك غياب الأمن.

منفذو التفجير اضطلعوا بتكوين عدة خلايا عنقودية يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية، ودفعها فكرها الضال لقتل الأبرياء، مستمرين في تضليل عقول الناشئة الذين يغلب عليهم الحماس، ليقعوا ضحية بين أيديهم، فضلاً عن قناعة بعضهم بالأسلوب الانتحاري لاستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة.

لقد أصبحت عناصرها ذرائع تستند عليها إيران للتمدد في دول عربية فتعطي “شرعية” للتدخل! لا ينبغي التهويل من شأن التفجير أكثر من مناقشة جذور المشكلة، فالاستنكار لم يعد مجديا.

الوقوف بوجه الإرهاب بحاجة إلى تكاتف وتوحيد للجهود العسكرية والسياسية، فهناك من يتربص ويسعى لإسقاط مصر وسلب استقرارها بل التلذذ في أحداث شرخ الوحدة وإشعال الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا أنه يتعامل مع بلد قوي له ثقله ومكانته وتأثيره على العالم العربي وتقسيمه بداية ضعفه! التراخي في التعامل مع العناصر الإرهابية سيزيد من تمددها في المنطقة العربية عبر ميليشياتها العنصرية وتوسيع نفوذها وإظهار “عضلاتها”، يجب محاربتها للحد من توغلها وانتشارها.