أهمية توثيق تاريخ البحرين

| عبدعلي الغسرة

من توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر العناية بحفظ وتوثيق تاريخ مملكة البحرين وتراثها لما تزخر به البحرين من مخزون هائل من التراث والآثار منذُ أمد ليس قصيرا. ولمركز عيسى الثقافي “بيت الثقافة العربية” دور مُهم في حفظ وتوثيق تاريخ مملكة البحرين وذلك بما يحتويه من أقسام ثقافية وتاريخية، بجانب ما يُقدمه من أنشطة ثقافية وفكرية ومحاضرات وندوات ومؤتمرات ومعارض فنية متنوعة حازت استحسان من حضر إليها وشارك فيها. وهي جهود يُشكر عليها السادة القائمون على تنظيم وإعداد هذه الفعاليات المتنوعة، وفي مقدمتهم الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء ــ المدير التنفيذي للمركز، والدكتور منصور مكي سرحان مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي، وكل العاملين والمنتسبين. ويأتي اهتمام ودور مركز عيسى الثقافي بحفظ وتوثيق التراث البحريني لأنه صرح حضاري ومعلم ثقافي تتميز به مملكة البحرين بجانب العديد من المراكز والمعالم الثقافية والعلمية والمعرفية والفكرية التي تنتشر في مملكة البحرين.

التوثيق يُحافظ على النتاج الإبداعي الإنساني، ونقله من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل، من أجل تحصينه من النسيان وحفظه من الضياع. التوثيق يُمثل ركيزة أساسية يعتمد عليها الباحثون والمؤرخون كمادة أولية للبحث، وشاهد حي على تاريخ الأفراد والحكومات والأماكن والأزمنة، ومسيرة تاريخ التطور الذي حدث في البحرين في جميع مفاصل الحياة.

للتوثيق العديد من العمليات والأساليب الفنية التي تُمكن الراغبين من الاستفادة منه الحصول على المعلومات التي يبحثون عنها، من خلال استرجاع المعلومات وتحليلها وفق احتياجات بحوثهم، لهذا إن علم التوثيق يحتل منزلة رفيعة ومكانة كبيرة في الحياة الإنسانية والعلمية.

إن الوثائق مادة مُهمة للتاريخ والبحث، فهي خزائن التاريخ، ومَجمَع للخبرات والتجارب التي يجب أن يُحافظ عليها من الزوال، لكي لا ننساها، ولتكون درسًا ومنهجًا للأجيال القادمة، يتعرفون من الوثائق على تاريخ وثقافة وحضارة وماضي البحرين.