حرب أم لعبة حرب في المنطقة؟!

| أحمد جمعة

كبرت اللعبة في المنطقة بين من يعتقد أن هناك حرباً مع إيران في الأفق تقودها أميركا وحدها وبين من يعتقد أن أميركا لن تخوض حرباً حتى على المدى البعيد لأنها في وضع اقتصادي لا تريد أن تزيده تعقيدا، فالذين يعتقدون بالحرب يبنون تصوراتهم في ضوء نفاد الصبر من تصرفات إيران الغوغائية في المنطقة ومن حاجة الاقتصاد الأميركي للدعم بتوسيع رقعة تصريف السلاح المكدس منذ سنوات، وهناك الكثير من الأسلحة الجديدة التي أنتجت خلال هذه الفترة وهي بحاجة للاختبار العملي وتبدو الساحة الإيرانية حقلاً مغرياً من حيث التوقيت والمكان، هذه العوامل كلها يعتمد عليها أنصار الحرب.

أما أولئك الذين يعتقدون أن هناك مانعاً في الوقت الحالي وحتى على المدى المتوسط من المغامرة بخوض حرب سريعة في منطقة معقدة كالمنطقة التي تتحكم في الممرات المائية وتحتشد فيها آبار وحقول النفط التي تغذي العالم بالإضافة لبؤر الإرهاب التي تهدد الجيوش الأميركية، وتفضل الإدارة الأميركية الحالية الحرب على هذه الزمر والبؤر قبل أي حرب على إيران، ويفضل هؤلاء تحجيم إيران بالعقوبات والتهديدات والحصار الخانق وحتى خيار دعم المعارضة الإيرانية من الداخل والخارج بدلاً من حرب غامضة قد يكون من تداعياتها دمار الموارد والاستقرار.

ما هو الاتجاه من قبل الدول الإقليمية المؤثرة كالمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل، بالإضافة إلى مصر التي قد تبدو من حيث الدور الإقليمي غير مؤثرة في الحرب على إيران ما لم تتعرض الدول الخليجية لأي تهديد مباشر من إيران؟ فهذه الدول يعنيها قبل أن تخوض أميركا الحرب أن تضمن النتائج التي لا تؤثر عليها ولا تريد مغامرة أميركية على حسابها وإن كان هناك من يحبذ أو على الأقل يتمنى حرباً سعيدة تنتهي بوضع حد للغطرسة الإيرانية لكن التداعيات هي التي تزعج، فهذه الحرب في حالة وقوعها قد تشعل بعض البؤر الإرهابية وتزيد من تحركها إذا لم يُقْضى على هذه البؤر قبل الخوض في حرب على إيران، فالرؤية العقلانية هنا ترى أن الأولوية هي القضاء على داعش أولاً ومن ثم يمكن التفرغ للنمر الإيراني الذي ربما يكون من ورق وقد يناوش أو على الأقل يقاوم الآلة الأميركية العسكرية لأيام من شأنها أن تكلف خسائر في الأرواح والممتلكات.

النتيجة من كل هذا التحليل هي قراءة السيناريوهات الحالية والمتوقعة من على لسان المسؤولين في الإدارة الأميركية لمعرفة التفكير العكسي لديهم، فكلما عكست تفكير هؤلاء توصلت لما يدور في عقولهم وهنا تعرف ما سيحدث أو على الأقل تتنبأ به.

تنويرة: 

لا تشغل عقلك بالغد بينما لم تنجز ما يتطلبه اليوم.