رؤيا مغايرة

زيارة أردوغان... رسائل إلى الخارج

| فاتن حمزة

قبل أيام استقبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد في زيارته وقوف بلاده إلى جانب البحرين في وجه التحديات التي تواجهها. مبادرة أردوغان واختيار مملكة البحرين محطته الأولى مبعث فخر واعتزاز، وتأكيد لما يربط البلدين من علاقات أثبتت المواقف على مدى السنوات الماضية قوتها، وهاهو يؤكد في كلماته أهمية ومكانة البحرين بالنسبة لتركيا عندما قال: “وقفتم معنا في أصعب أيامنا، وشغلتم مكاناً عزيزاً في قلوبنا.»

لقد استطاعت سياسة وحنكة ملكنا بتسامحه وسعيه المستمر للخير والسلام ومد يد العون، أن تترك أثرها على البحرين من خلال حصولنا على الدعم رداً للجميل. 

عدة اتفاقيات ثنائية وقعها البلدان، تضمنت مذكرات للتفاهم في مجال الصناعة العسكرية، ومذكرات حكومية حول الإعفاء المتبادل من رسوم تأشيرات السفر، فضلا عن مذكرات في مجال التربية والتعليم، تعاون ستكون له آثار بعيدة المدى، تقارب سيجعل للمواجهة الاقتصادية والعسكرية لونا آخر قد يصل إلى تحقيق أمن استراتيجي في البحرين والمنطقة.

يستمر أردوغان في جولته بالتوجه للمملكة العربية السعودية ومن ثم إلى قطر، جولة تركية خليجية نأمل أن تحقق مكاسب إيجابية تعود بالخير على الشعوب في جوانب مختلفة، أولها تعزيز العلاقات وتوحيد الصفوف مشكلين قوة عسكرية يهابها كل طامع وحاقد .

أوضاعنا اليوم مع وجود سياسة إيرانية توسعية تفرض الحاجة للتنسيق والتوافق والتقارب الخليجي التركي والعربي لمواكبة الوضع السياسي الإقليمي، خصوصاً في ظل التغيرات الكبيرة التي تعيشها المنطقة. نحن بحاجة اليوم لمد الجسور والتعاون الفعلي الشامل، نحن بحاجة لتكاتف حقيقي يتماشى مع المصالح الخليجية والعربية، مسار دبلوماسي يوطد العلاقات والحضور العربي في الساحة.

المرحلة المقبلة تتطلب قرارات قادرة على تغيير المشهد، وإثبات الوجود العربي من خلال التفافنا وتلاحمنا تاركين كل ما يعكر صفو الأجواء الأخوية مؤكدين للعالم عمق وحدتنا وترابطنا.