ما وراء الحقيقة

اتفاق الغدر النووي

| د. طارق آل شيخان الشمري

في الوقت الذي يفسر فيه المراقبون توجهات الرئيس الأميركي الجديد ترامب ضد إيران فيما يتعلق بما يسمى الملف النووي، بأنها نذر مواجهة الإدارة الأميركية الجديدة مع إيران، فإن ذلك الأمر، إن صدق، سيكون بمثابة اعتراف الإدارة الجديدة بالمؤامرة الإيرانية مع إدارة أوباما، وسعي الأخير لإنقاذ إيران من الوضع الاقتصادي الذي كاد يطيح بها، فيما لو استمرت العقوبات الدولية على إيران.  وهو ما أشرنا وحذرنا منه سابقا، خلال تصريحاتنا بمجلس العلاقات العربية الدولية (كارنتر) بخصوص الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، وضرورة النظر الى الجانب المظلم والمشؤوم من هذا الاتفاق.

لقد أطلق هذا الاتفاق الذي رعاه ودعمه واستمات على توقيعه غير المأسوف على رحيله أوباما، يد إيران للعبث بمقدرات الأمة العربية ومحاولة تقسيمها وزرع عملاء لها بالمنطقة كالمالكي وبشار والحوثي ونصرالله، وغيرهم من الذين أرادوا استغلال المذاهب الإسلامية كوسيلة رخيصة لتنفيذ المشروع الايراني في بلداننا العربية، والناظر الى بنود الاتفاق المشؤوم، يرى بكل وضوح تجاهله الكامل لأمن الخليج والعالم العربي، ولم يتطرق الى وضع آلية تكبح جماح الإرهاب الإيراني في منطقة الخليج وبقية البلدان العربية، ما نفسره كوحدويين عرب، بأنه مؤامرة أميركية إيرانية لضرب الوحدة العربية وتفتيت الشعب العربي وكسر الإرادة والكبرياء العربي، خصوصا مع الموقف الكبير لدول الخليج ووقوفها ضد الأطماع الإيرانية بمساندة الأردن والمغرب والسودان ومصر. لهذا، فإن على كل الشرفاء العرب من المثقفين والمفكرين العرب والأحزاب والتيارات العربية، الوقوف ضد هذا التحالف الغربي الإيراني لاستهداف الأمن العربي، من خلال الجهر بصوت واحد إعلاميا وسياسيا بهذه المؤامرة الأميركية - الإيرانية، وضرورة إرسال رسالة واضحة إلى أصدقائنا الغربيين، بأن المراهنة على إيران على حساب أمن واستقرار الشعب العربي، خاسرة، وسيعض الجميع أصابع الندم لاحقا نتيجة مباركته غير المباشرة لإيران للعبث بأمن ووحدة الشعب العربي.