زبدة القول

كيف حال أنفك الآن أيها النائب الكذاب؟ 2

| د. بثينة خليفة قاسم

مازلنا مع النائب السلفي الذي كذب على مصر كلها وأراد أن يصبح بطلا امام البسطاء الذين قاتلوا لكي يمنحوه مقعدا في البرلمان بعد أن وعدهم أن يأتي لهم باليوتوبيا ووعدهم بنعيم الدنيا والآخرة إن هم انتخبوا حزبه الذي سينشر النور في أركان الأرض ويمحوا إسرائيل وأميركا من الوجود. فالطبيب الشهير الذي أجرى له الجراحة لم يسكت عندما رآه يكذب على الجميع على شاشات التلفزيون ويقول انه تعرض للقتل، فقام بإبلاغ الشرطة عنه، وقدم الدليل القاطع على أن الضمادة التي على أنفه لا يستطيع أن يصنعها غيره، فعرفت الدنيا كلها أن نائبا أتى باسم الاسلام وباسم الفضيلة كذب بهذه الطريقة المهينة. ولكن الشيخ النائب أو النائب الشيخ لم يستسلم، فقد حاول أن يخدع النيابة أثناء التحقيق معه بكذبة أخرى نشرتها وسائل الاعلام المصرية، عندما قال انه قام بما قام به وهو غائب عن الوعي بسبب تأثير المخدر الذي تم حقنه به قبل إجراء الجراحة، فما كان من الطبيب المحترم إلا أن تصدى له مرة أخرى وكذب حكايته بالدليل العلمي. ولم يبق من الحكاية سوى أن الحزب السلفي الذي اختار هذا النائب ليكون مرآة له في البرلمان قام بفصله من الحزب وأجبره على الاستقالة من البرلمان، فلم يكن أمامه خيار آخر، رغم أن هذا القرار لا يعفيه من المسؤولية كحزب إسلامي يفترض فيه أن يختار أعضاءه على أسس أكثر عمقا وأن يعتمد فرزه للناس على قواعد سليمة، فليس كل من أطلق لحيته وظهرت على جبهته علامة من أثر السجود أصبح أصدق وأنقى وأجدر من غيره. ولكن إذا كان الحزب قد عاقب النائب الكذاب، وإذا كان النائب قد نال ما يستحقه من فضيحة، فما هو عزاء الذين ساندوه في الانتخابات وأقاموا الأفراح يوم فوزه؟ حقيقة الأمر أن هذه الفضيحة ستدون في تاريخ البرلمانات العربية وستحكيها الكتب كما حكت عن مؤامرة البارود في البرلمان البريطاني قديما. وسوف تظل هذه الحادثة حجة وسببا لكل من يريد أن ينال ممن يتسترون بالدين لتحقيق مآربهم الخاصة. ومهما دافع الحزب الاسلامي الذي أتى بهذا النائب في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر فحتما ستتزعزع ثقة الناس في الحزب وربما في كل أصحاب المشروع الاسلامي الذي يستعد للانطلاق في مصر. ونتمنى ألا يقوم حزب النور بتقديم أي تبريرات اخرى لما حدث، وأن يطبقوا قاعدة إذا بليتم فاستتروا، وألا يقول لنا أحدهم أن النائب صاحب اللحية الكثة كان عميلا زرعته الاستخبارات في صفوفهم منذ سنين على طريقة رأفت الهجان، لكي يدمرهم من الداخل! مع تقديم الاحترام لكل السلفيين المحترمين الذين يرفضون سلوك هذا النائب الذي لم يرض بأنفه المعووج فمرغ أنفه في التراب!