زبدة القول

حول موقف السفارة الأميركية من البنخليل

| د. بثينة خليفة قاسم

رغم تعاطفي الطبيعي مع الزميل يوسف البنخليل الكاتب في جريدة الوطن ورفضي لأي تضييق على الحريات، إلا أن هناك درجة من الغموض فيما يتعلق بموقف السفارة الأميركية من عدة مقالات كتبها الكاتب، خاصة أن الولايات المتحدة تفاخر دائما بتاريخها الطويل في مجال حرية الرأي والتعبير. والمثير للدهشة في القصة التي قرأناها أن السفارة الأميركية نفت تقريبا أنها مارست أي ضغوط على هيئة الإعلام البحرينية من أجل التضييق على الزميل البنخليل. لدينا أسئلة كثيرة ينبغي الإجابة عليها قبل أن نتهم هذا الطرف أو ذاك، أو ندافع عن هذا الطرف أو ذاك. وأول هذه الأسئلة: ما هو المصدر الذي أعطى هذا الخبر للصحافة الذي يسيء لهيئة الإعلام ويسيء للسفارة الأميركية؟ هل هو الزميل البنخليل أم ان هناك مصدرا آخر؟ وهل الرسالة التي قيل ان هيئة الإعلام بعثت بها للكاتب هي رسالة شفوية في صورة حديث بين رئيس الهيئة أو من ينوب عنه وبين الكاتب؟ وهل السفارة الأميركية بعثت برسالة مكتوبة إلى هيئة الإعلام بهذا الخصوص، أم أنه حديث جرى بين السفير الأميركي أو أحد أعضاء السفارة، وبين الشيخ فواز أو من ينوب عنه؟ وهل اطلعت جمعية الصحافيين على رسالة السفارة لهيئة الإعلام أو رسالة الهيئة للبنخليل؟ فلو كانت السفارة الأميركية بعثت برسالة مكتوبة تطلب فيها من هيئة الإعلام الضغط على احد الكتاب ليكف عن انتقاد السياسة الأميركية، فهذه ستعد سابقة خطيرة كونها صدرت عن سفارة الدولة التي تعد نفسها راعية للحريات في العالم. أما إذا كان الأمر مجرد حديث عابر بين دبلوماسي أميركي وبين رئيس هيئة الإعلام عبر فيه الأول عن استيائه من احد الكتاب، فالمسألة هنا ستكون مختلفة، فهذه الأمور تحدث، خاصة ان الدبلوماسي يسعى دوما للدفاع عن سياسة بلده وتبريرها لدى شعب الدولة التي يعمل بها. وما يقال عن السفارة الأميركية يقال عن هيئة شؤون الإعلام، فإذا كانت هيئة الإعلام نقلت الأمر إلى الزميل البنخليل في رسالة مكتوبة تطلب منه على نحو مباشر ان يعيد النظر في كتاباته تجاه الولايات المتحدة، فهذا أمر سيسجل حتما ضد الهيئة، أما إذا كان رئيس الهيئة أو أحد منتسبيها نقل الموضوع للبنخليل في صورة دردشة لتوصيل هذه المعلومة له دون أمر أو نهي، فهنا سيكون مختلفا تماما، لأننا ككتاب بحرينيين يمكن أن نتهم بتهويل الأمور أكثر مما ينبغي. وأعتقد أن الشيخ فواز لابد أن يتحدث عن هذا الأمر، لأن حديثه سيحل اللغز إلى حد كبير، في ظل شيئين مهمين، أولهما أن هيئة الإعلام، حسبما ورد في الصحف هي الوسيط بين السفارة وبين الكاتب، وثانيهما، أن السفارة الأميركية قالت في دفاعها عن نفسها أن بعض الأشخاص فهموا على سبيل الخطأ أن السفارة مارست ضغوطا من أجل منع البنخليل من انتقاد الولايات المتحدة.