زبدة القول

حديث سمو الأمير سلمان

| د. بثينة خليفة قاسم

كعادته دائما كان سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى واضحا وصريحا ومركزا في حديثه مع صحيفة الدستور الأردنية، سواء فيما يتعلق بقضايا الداخل البحريني أم العلاقة مع دول الجوار أم القضايا الدولية الأخرى. ذلك أن الوضوح والصراحة ومخاطبة المواطن بالحقائق، مهما كانت، هي أهم أسس الحكم الرشيد وبناء الثقة بين القيادة والمواطن، ففي حديثه عن قضايا الداخل، أكد سموه مجددا أن الرؤية 2030 هي مستقبل البحرين في كافة المجالات، وفي تأكيد سموه هذه الرؤية من جديد دعوة غير مباشرة لكل القطاعات والوزارات والمسؤولين والمواطنين لكي يقوم كل فرد أو وزارة أو قطاع بما هو منوط به تجاه إنجاز هذه الرؤية على النحو الأمثل الذي يرضي تطلعات القيادة ويحقق أحلام المواطن البحريني في حياة أفضل. لقد بدأ سموه الحديث مع الجريدة الأردنية بدعوة قوية وواضحة للتلاحم بين فئات المجتمع البحريني من أجل صنع المستقبل لهذه المملكة الواعدة، فأعرب سموه أن “رأسمال البحرين على مر التاريخ هو تنوعها وتعددها، وتسامح أعراقها ودياناتها، مؤكداً سموه أن الهوية الوطنية نشأت على احترام المواطنة والمساواة، والتواصل السلس بين الحاكم والمحكوم”، وبهذا يكون سموه أكد من جديد أن التنوع الذي يتسم به المجتمع البحريني ليس بجديد، وأن الأساس في بناء هذا الوطن وبقائه وتقدمه هو التسامح بين أبنائه والتعامل مع جميع المواطنين على أساس واحد فقط هو “المواطنة” ولا شيء غيرها. هذا التلاحم الذي أكده سمو ولي العهد هو الضمان الوحيد لتحقيق أهداف الرؤية 2030 التي تعد بدورها التطور الطبيعي والمنطقي للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، بعد أن نجحت البحرين بامتياز في العشر سنوات الماضية في تحويل الشعارات التي رفعتها في العهد الميمون لجلالة الملك إلى واقع ملموس يشهد به الداخل والخارج. أما حديث سموه عن القضية الفلسطينية فقد كان نموذجا لحديث الكبار، فقد دعا سموه إلى ضرورة التخلص من المزايدات في التعامل مع هذه القضية التي أفسدتها على مدار تاريخها المزايدات وتباين الرؤى العربية في التعامل معها، فبالمزايدات ضاعت الفرص وتعقدت القضية وأصبحنا نرضى بالحلول التي لم نكن نرضى بها في الماضي، وكان الثمن، كما تفضل سموه، هو سقوط المزيد من الأرواح الفلسطينية. وحتى التنازع الفلسطيني - الفلسطيني الدائر، الذي طال أمده لا يمكن فصله عن المزايدات العربية التاريخية. وعن الأزمة الدائرة بين إيران والغرب، كان سموه بعيدا عن أي إثارة أو تهوين أو مجاملة، فدعا سموه إيران أن تبقى جزءا من المنطقة، وأن تسعى إلى صيغة تكفل لها الشفافية والوضوح في التعامل مع الغرب فيما يتعلق ببرنامجها النووي وعملية تخصيب اليورانيوم. ولا يمكننا أن نقول في هذه العجالة إلا ان حديث سمو الأمير سلمان للصحيفة الأردنية، هو حديث الحاضر والمستقبل الذي يجب أن نعيه جميعا كمواطنين ومسؤولين، لكي نمضي بمملكتنا العزيزة إلى مستقبل أفضل.