سوالف

قضية لا يمكن أن تمر ببساطة وسهولة

| أسامة الماجد

تابعنا باهتمام اجتماع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع رئيس وأعضاء مجلس النواب ليطلعهم على تفاصيل عملية الهروب من مركز “جو” ولا يسعنا في هذا المقام حقيقة إلا أن نشيد برجال الأمن العام وتضحياتهم والفداء من أجل الوطن وحمايته، فهذه التضحيات والتجارب العظيمة والنجاح لرجال الأمن العام مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن بحريني لا ينفصل عن وطنه ولا يبتعد عن نطاقه، ونتفق جميعا كمواطنين مع ما قاله وزير الداخلية في ذلك اللقاء (ليس من العدل والإنصاف أن يعمم إهمال وتقصير البعض على جهود المخلصين الأوفياء من رجال الأمن الذين عرفت منهم كل معاني التفاني والإخلاص وما تنعم به البلاد من أمن وطمأنينة تطلب جهودا كبيرة مخلصة وبدون انقطاع على مدى سنوات، وهو أمر ليس خافيا عليكم).

البحرين تفخر بكل الإنجازات والتطور في المنظومة الأمنية وتحقيق أعلى درجات الأمن والأمان، وهذا أمر مفروغ منه تماما، ولكنني سأتوقف عند قضية لا يمكن أن تمر ببساطة وسهولة لأن الأمر يحتاج الى وقفة جادة، فالداخلية حددت هوية أربعة من المشتبه بتورطهم في الاعتداء وتهريب السجناء والكشف عن رقم ومواصفات السيارة المستخدمة في العملية وجار البحث عنها، والملاحظ أن أعمار هؤلاء الأربعة تترواح من 22 إلى 28 سنة، السؤال المهم الذي يضج بالحركة أمامنا، ما الدور التربوي الذي لازم تربية هؤلاء الشباب في كل مرحلة عمرية وما القصص المختلفة التي كانوا يسمعونها من ذويهم؟ كيف وصل هؤلاء الشباب إلى هذا المستوى من الإجرام والإرهاب والدراسات التي تعنى بطرائق العمليات الإرهابية ضد رجال الأمن ومجابهة القانون بهذا الشكل؟

لا يوجد أي إهمال من قبل الدولة في الحقل العام ووزارة التربية والتعليم “لا والله.. الراية بيضاء”، ولكن من ضيع هؤلاء هم الأسرة وأطباء التحريض من على المنابر، الذين أوهموهم بروعة الموت من أجل الإرهاب والعمالة والخيانة. إن هذا الضياع واختيار هذه الحياة البشعة لا نظير له حتى في الروايات، عمره 22 عاما ويختار الظلام والسجن والمجهول والغموض والانطفاء وقواعد الموت، فأية أسرة في الكون تبحث لابنها عن موقع قدم في الإرهاب! هذه الوضعية الثقافية والتربوية خطيرة جدا وملفتة للانتباه ولابد من مواجهتها بشدة.