زبدة القول

الإعلام ومكافحة الإرهاب 

| د. بثينة خليفة قاسم

وزراء إعلام دول منظمة التعاون الإسلامي يجتمعون في جدة بالمملكة العربية السعودية لمناقشة إصدار قرار حول دور الإعلام في مكافحة الإرهاب والإسلاموفوبيا. لاشك أن العلاقة بين الإعلام والإرهاب علاقة أصيلة منذ أن كان هناك إرهاب على وجه الأرض، فهذه العلاقة موجودة إما بشكلها السلبي أو بشكلها الإيجابي، بمعنى أن الإعلام يمكنه أن يكون اداة لمقاومة الإرهاب ويمكنه أن يكون أداة من أدوات نشره وتزييف الحقائق وتسمية الأشياء بغير أسمائها.

شيء جيد أن يناقش مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي مسألة دور الإعلام في محاربة الإرهاب، على اعتبار أن منظمة التعاون ينبغي أن تقوم بدور في تصحيح صورة الإسلام الذي ربط العالم، عن عمد، بينه وبين الإرهاب، وعلى اعتبار أن الإرهاب بات أخطر ما يهدد أمننا وبقاءنا في هذه اللحظة التاريخية. ولكن المسألة ليست سهلة، فمهما كانت إمكانيات الإعلام الاسلامي، لن يستطيع أن يخوض وحده حربا ناجحة مئة بالمئة ضد الإرهاب لأسباب عديدة، أول هذه الأسباب أن الإرهاب ظاهرة عالمية تتورط فيها دول ومؤسسات وأنه أداة من أدوات الحرب بين الدول، وثاني هذه الأسباب أن الاعلام الغربي نجح في الربط بين الإرهاب والإسلام،على الأقل في أذهان الشعوب الغربية، في الوقت الذي عجز فيه الإعلام الإسلامي والعربي عن التصدي بنجاح لهذا الربط الذي أدير بمهارة وساعدته على ذلك أحداث معينة وقعت على الأرض، مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وثالث هذه الأسباب أن العالم لم يتفق على تعريف محدد للإرهاب، فما تراه انت إرهابا يراه غيرك جهادا، وهنا تأتي الصعوبة لأن العالم لن يتعاون في حل هذه المشكلة، وما تقوم أنت بمحاربته يقوم غيرك بتمويله بسخاء، وبناء عليه تصبح مسألة الحرب على الإرهاب مسألة يستحيل التعاون بشأنها على مستوى العالم.

المجال الوحيد الذي يمكن للإعلام العربي والإسلامي التركيز عليه هو العمل على نشر التسامح بين شعوب العالم الإسلامي ومحاربة التعصب والطائفية داخل الدول الإسلامية من أجل التغلب على عمليات الاختراق التي تقوم بها الدول الأخرى التي تستخدم تناقضات الداخل والطائفية في بلاد المسلمين.