ما وراء الحقيقة

عظماء الوحدة الخليجية (1)

| د. طارق آل شيخان الشمري

هناك من العظماء من يرحل عنا في هذه الدنيا، لكنهم خالدون في قلوبنا، وتبقى سيرتهم وأعمالهم وإنجازاتهم شاهدة على هذه العظمة، والتاريخ الإنساني حافل بمثل هؤلاء العظماء، والتاريخ الإسلامي العربي الخليجي أيضا حفل بعظماء كانت لهم سيرة عظيمة، ومن هؤلاء العظماء المغفور لهم بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الشيخ زايد بن سلطان آل  نهيان، الشيخ جابر الأحمد، خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، طيب الله ثراهم جميعا وغفر لهم، الذين لن تنساهم الشعوب الإسلامية والشعب العربي لما قدموه من إنجازات ودعم للإسلام والأمة العربية.

وعلى الصعيد الخليجي، لا يمكن لنا نحن في مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)، كأول شبكة منظمات تنتهج وتدعم وتدافع عن مفهوم الوحدة الخليجية، أن ننسى ما قدمه الراحلون من دعم ومساندة لكل ما من شأنه تعميق الوحدة الخليجية، وغرس مفهوم أن دول الخليج العربي أحد مكونات الأمة العربية، التي لن تتوانى في حماية الأمن والاستقرار القومي العربي، وتسخير كل إمكاناتها ومواردها وخيراتها للدول العربية والإسلامية وشعوبها، وهو ما نشهده الآن من قيادة خليجية لهذا الاستقرار والأمن القومي العربي، والدفاع عن العالم العربي كالتصدي لعملاء إيران باليمن والعراق ولبنان وبعض الدول العربية، التي تحاول إيران العبث بأمنها واستقرارها.

الوحدة الخليجية في فكر هولاء العظماء تجلت في عدة صور، فقد قادوا رحمهم الله المبادرات التي هدفت إلى تطوير وتحقيق الوحدة الخليجة على كل المستويات. فسياسيا، عملوا على توحيد الرؤى السياسية الخليجية الخارجية، لكي يكون هناك صوت خليجي واحد في مخاطبة الدول والتحالفات الاقليمية والدولية، حتى لا يترك المجال لهذه التحالفات بأن تتعامل وتتخاطب مع كل دولة خليجية على حدة، عملا بقوله تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى”، واستنادا لمفهوم يد الله مع الجماعة.