رؤيا مغايرة

موسم الرعب

| فاتن حمزة

عاد موسم الأمطار لنرى بيوتا تمتلئ بالمياه ومدارس تغرق وشوارع تتحول لبحيرات، واختناقات مرورية في بعض الشوارع قد تقف عائقا أمام الطلبة والموظفين من الوصول إلى مدارسهم وأعمالهم، رغم كل الوعود والتصريحات السنوية المطمئنة التي تؤكد توفير عدد كاف من الصهاريج لمعالجة تجمع المياه، وأخذ كل الاحتياطات والتجهيزات اللازمة لمنع تضرر الشوارع والبيوت، قد نرى بعض التطورات ولكن لا تزال خجولة ولم تحقق التطلعات! مازالت شوارع البحرين غير مهيئة لاستقبال موسم الأمطار، والمسؤولون غير مستعدين فعليا لتفادي مشكلة تراكم الأمطار، لا استراتيجيات ولا حلول جذرية، ومازلنا نقرأ كلمات تبشر بالخير بينما لا تعكس الواقع! يجب إقالة كل مستهتر بأرواح الآخرين أو مقصر في أداء عمله، ومحاسبة المسؤولين العاجزين عن التعامل مع أزمة البنية التحتية في وقت هطول الأمطار.

العديد من المسؤولين يؤكدون جاهزيتهم التامة لمواجهة كثافة الأمطار إلا أن سقوط قطرات من المطر يكشف بطلان تصريحاتهم، ويبرهن حجم تقاعسهم عن تأدية أدوارهم . سئمنا سماع تصريحات متناقضة غير مبررة، فالمآسي التي قد يتعرض لها العامة جراء هذا الإهمال كبيرة، وقد نخسر بسببها أرواحا بريئة، كفانا مجاملات مجملة لواقع مرير يخطف فرحة المواطن بالأمطار، كفانا إخفاء العيوب أو إذلال المواطن بالإلحاح في تذكير المسؤولين بها! تقصير الجهات المسؤولة وعدم التعاون فيما بينها، وفقدان روح العمل المتكامل الواحد، لن يمكننا من الارتقاء وتصحيح الأخطاء، نريد أن نشاهد تحسنا حقيقيا في أداء الوزارات والجهات المعنية لحل المشكلة السنوية التي للأسف منها ما يتكرر في المناطق والشوارع ذاتها، نريد وضع خطط جادة طويلة الأمد واستراتيجية واضحة تسهم في تحسين جاهزية جميع الجهات ورفع قدراتها وكفاءاتها، لتكون كفيلة بتوفير سبل الأمن والأمان للمواطنين وتلبية نداءاتهم واستغاثاتهم، لا نريد تقاذف أدوار بين النواب ووزارة الأشغال والإسكان والكهرباء، الجميع مسؤول بعمل جاد متكامل في إنهاء حالة الرعب التي يعيشها المواطن كل عام .