ما وراء الحقيقة

تناقضات (1)

| د. طارق آل شيخان الشمري

خلال خطابه قال ميشيل عون إنه سيعمل على أن يكون لبنان في خانة النأي عن النفس حسب قوله. وجملة النأي عن النفس لها تفسيران: الأول وهو التفسير اللغوي والفعلي بأن يبتعد لبنان عما يدور بسوريا من قتل وتدمير للإنسان السوري من قبل النظام ومن قبل روسيا ومن إيران، ولا يناصر هذا أو ذاك الطرف. كذلك فإن التفسير يقول إن على الدولة اللبنانية قطع دابر كل الولاءات الخارجية للأحزاب اللبنانية، حتى يمكن القول إن لبنان مستقل القرار وليس محتلا من قبل دول تتخذ من بعض الأحزاب اللبنانية غطاء لها كما تفعل إيران من خلال حزب الله. 

أما التفسير الثاني هو إطلاق يد حزب الله في تحقيق سياسة إيران بالمنطقة، من دون التطرق ولو بكلمة ضد الحزب فيما يفعله، مع استخدام جملة النأي بالنفس ضد كل قرار ومشروع يدين حزب الله، مستخدمين مصطلح أن الحزب مكون أساسي لبناني، وليس أداة إيرانية تعبث بأمن العرب والمسلمين، ومع الأسف سابقا لم يتم التعرض لكل ما يمت للحزب بصلة حتى لو كان على حساب أمن لبنان. وجاءت الأحداث السابقة التي شهدتها صيدا، والمواجهات الدموية التي دارت، لتضع أكثر من علامة استفهام.

 وهنا وإن كنا نقف ضد كل من يتعدى على الشرعية اللبنانية، والأمن والاستقرار والوحدة اللبنانية، إلا ان من حقنا ان نتساءل، حول الأحداث التي شهدتها صيدا، وغض الطرف عما يقوم به حزب الله الإيراني الولاء.