ذرائع

وقت المراجعات

| غسان الشهابي

منذ أشهر، ربما قاربت السنة، وهناك نبرة تتأجج وتطفو في أوساط الجمعيات المعارضة في البحرين، تشير إلى “مراجعة” مواقفها من ما حدث في 14 فبراير 2011، وما حدث بعده، إلى يومنا هذا. السنوات الماضية ما كانت هيّنة على أيّ من الأطراف. السنوات الماضية، كانت فيها الكثير من محطات سوء الفهم، وسوء الظن، وسوء التصرف، وسوء العاقبة أيضاً. في السنوات الماضية انبانت سوءات وعورات، ولكن لم يكن هناك من يقول يكفي ما حدث، فعلى مرّ السنوات تأصّلت المواقف المتورّمة حتى صارت مرجعية في أي منعطف، وورقة للتلويح في كل ملتقى.

أقف بقوة ضد نغمات غلاة المعارضة (الصقور/الراديكاليين)، لأن من ظنّ أنه بالمناطحات يمكنه أن يفتح في الجدار ثغرة، سيكون مخطئاً، ويكفي ما يحدث من حولنا من مآسٍ، استحضرت جميع أوجه الانقلاب على الوطنية، حتى لم يعد فيها الناس يعرفون الحق من الباطل، وعاد الأكثر إلى أعراقهم وطوائفهم يحتمون بها في وجه الغيلان الفاتكة بأوصال الأمة.

لقد أكثر البعض من وصف “التوفيق” بـ “التلفيق”، على اعتبار أن “الحق أبلج والباطل لجلج”، ويا ليت الأمور تسير بهذا النقاء والبساطة والوضوح.