ومضات

قليلا من الإحساس بالمسؤولية

| أحمد سند البنعلي

ليس مهما ما حدث بين أحد النواب ورئيس المجلس من ناحية الحوار الذي دار بينهما ولا نتائج ذلك الحوار أو الشكوى التي قيل إنها قدمت إلى الشرطة من النائب بحق الرئيس، فكل ذلك يحدث كثيرا، بل ربما أكثر منه في الكثير من المجالس التي يوصف أصحابها بنوع من عدم النضج الديمقراطي، ففي هذه الحالة لا يحتمل أي طرف من الأطراف النقد من الطرف الآخر أو توجيه تهمة معينة له فيكون الرد مائلا إلى الجانب الشخصي أكثر منه إلى الجانب العملي . ولكن المهم في هذا السياق أو الحدث أنه لم يكن بسبب محاولة تحقيق مكاسب للناس، أو محاولة تخفيف العبء عنهم أو شيء من ذلك القبيل مما يدخل في اختصاصات المجلس، ولكن كما سمعنا حدثت لأمور أخرى ليست قريبة مما قلنا بأي حال، بمعنى أن الجدل والحوار والخلاف تحت قبة البرلمان تحول من عمل وطني تشريعي إلى عمل شخصي تحدده المكاسب التي يرنو إليها الشخص الموجود تحت تلك القبة، وهذه هي المصيبة التي نعيشها في المجالس النيابية منذ بدء التجربة الحالية . أخجلتم الشعب الذي تم الضحك عليه وساهم في إيصالكم إلى المجلس، وتأبون إلا أن تستمروا في إفشال التجربة ودفع هذا الشعب بالقوة للعزوف عن أي شيء يتعلق بالبرلمان. لقد نسي الإخوة النواب موقعهم، وأنهم ممثلو الأمة، نسوا واجباتهم تجاه هذا الشعب وتذكروا فقط ما يمكن الحصول عليه وحولوا بذلك المجلس من مجلس "شعب" إلى ديوانية شخصية أو حلبة صراع فردية، فهل يعقل أن نصل إلى هذا المستوى؟ هذه الحادثة توحي بماهية هذا البرلمان الذي هو أسوأ السيئين كما يقال، وتعطي صورة لحقيقة ما يجري فيه ولماذا أهدرت حقوق شعبية كثيرة في السنتين السابقتين دون بادرة يقوم بها هذا المجلس من أجل الناس، بل ربما حدثت بمباركته ولكن لا نقول غير "الحياء شعبة من شعب الإيمان"... والله أعلم.