البحرين برئيس الوزراء...

| أحمد إبراهيم

من نيس الفرنسية إلى اسطنبول التركية شهد الجميع آثار الإرهاب والفوضى التي لطالما حذر منها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة؛ لتبرهن الأحداث أن الأمن ووحدة الشعب ركيزتا الاستقرار اللتان حفظهما سموه. لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن وجود راية واحدة وقيادة واحدة وشعب واحد هو المعنى الحقيقي للوطن، وأن لا معنى لأي قيمة تنقسم حولها إرادة الناس. فالبحرين لا زالت موجودة؛ لأن هناك شعب يلتف حول رايتها وموروثها الأصيل. خلال الحديث الأسبوعي الذي ينطق بحكمة العقود الممتدة، أكد سمو رئيس الوزراء “أن الشعب استطاع بوحدته وتماسكه أن يدحر كل المساعي الخبيثة التي كانت تسعى إلى جعل البحرين بلدا تمزقه الفوضى وعوامل الفرقة والانقسام”. فعندما يؤكد سموه باستمرار على قيمة الوحدة هو يدرك أنها القيمة التي يمكن بفقدانها أن يتحول أي بلد إلى بلد فاشل يبحث أهله فيه عن وطنهم فلا يجدونه، وليس بعد ذلك من ضياع: أن تعيش على أرضك لكنك لا تجد وطنا. وربما يكون ذلك واضحا عندما تتلمس الجراح العميقة التي خلفتها النزاعات في كل من سوريا والعراق وليبيا، والأكثر إيلاما أن يحدث ذلك باسم الدين أو باسم الديمقراطية التي لطالما استخدمها المتشدقون بها بابا للاحتراب والتدخلات الخارجية. إن من بين ما يمكن أن تجعله الأحداث الأخيرة أكثر إلحاحًا هو الانتقال بعلاقات مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد، وهو مطلب لم يعد يقتصر على المكاسب السياسية والاقتصادية، إنما بات مطلبًا أمنيًا وسياديًا يعزز للخليجيين أمنهم وقدرتهم على مواجهة التحديات الإرهابية والأمنية التي باتت تستهدفهم مباشرة. خلال الأسابيع القليلة الماضية، تمكنت الكويت من إيقاف خلية إرهابية فيما شهدت البحرين والسعودية عدة تفجيرات ضربت الآمنين، مما يدعو المسؤولين للتفكير بشكل جاد في توحيد الجهود الأمنية الخليجية لجعلها أكثر قدرة على صد المخاطر. لقد أثبتت الحكومة برئاسة سمو الأمير خليفة بن سلمان، عبر إشاعة الأمن وبرامج التنمية والإنجازات المتراكمة، كفاءتها في جعل الناس يتوحدون خلف الراية البحرينية ضد محاولات الإضرار بالوطن، ولا ينسى سموه للصحافة الوطنية دورها في هذا الشأن، فالوفاء منه لأهل الوفاء.