هل يتمكن العبادي من محاسبة ميليشيات إيران المتجحفلة على صدر الفلوجة؟

| صافي الياسري

لماذا كلما ذكرت الفلوجة وأدرجت وثائق حقيقية تكشف ما يرتكب فيها من جرائم ضد المدنيين العزل، يبرز لي من يتهمني بأنني طائفي أو بعثي أعادي الحشد الشعبي وأناصر السنة الدواعش؟ أنا حين أتحدث عن الفلوجة فإنني أتحدث عنها كمدينة عراقية، فإن تعرضت وأهلها الى ظلم رفعت صوتي وبريت قلمي للدفاع عنها وعن أهلها فهي مدينتي وأهلها اهلي، والكل يعرف انني من عائلة حسينية تنتمي الى آل البيت ولا تعرف الفرق بين مسلم وآخر فعن أية طائفية يتحدثون، وبصريح العبارة انا لا افرق بين سني وشيعي وأتعامل مع العراقيين اية هوية حملوا وإلى اي مذهب او قومية انتموا كعراقيين، حسابي معهم انما يقوم فقط على ولائهم للعراق، ومن قدم ولاء آخر على هذا الولاء فهو في عرفي أسقط بنفسه جنسيته العراقية ولم يعد من حقه ان يتحدث كعراقي، فلتصمت الأبواق وكل اناء بما فيه ينضح. باعتراف رئيس الوزراء حيدر العبادي فإن انتهاكات حدثت في الحرب على ارض الفلوجة وراح ضحيتها ابرياء مدنيون من سكان المدينة، كذلك اعترف بهذه الانتهاكات أمراء حرب الميليشيات الإيرانية، لكنهم مرروها بالقول انها انتهاكات فردية، وأنا أتساءل وإن كانت فردية هل يجوز السكوت عنها، وهل سيجرؤ العبادي على التحقيق فيها بحيادية ومسؤولية باعتباره رئيس وزراء كل العراقيين شيعة وسنة وعربا وأكرادا وشبكا وأيزيديين وصابئة ومسيحيين وتركمان؟ هل سيحاسب العبادي ميليشيات ايران باعتباره قائد القوات المسلحة ورئيس السلطة التنفيذية العراقية؟ أنا على يقين بأن ذلك لن يحدث لكنني سأمنحه الفرصة وأنتظر، فبالنسبة لي دم العراقي يجب ألا يذهب هدرا، وإلى ما أعلنته الخارجية الأميركية والأمم المتحدة بشأن هذه الانتهاكات، ومن يريد ان يحاسبني على نشر هذه الاعلانات فليحاسب الخارجية الأميركية والأمم المتحدة، فناقل الكفر ان كان هذا كفرا ليس بكافر. تحت عنوان (فقدان أكثر من 1500 مدني من سكان الفلوجة اقتيدوا إلى مراكز الاحتجاز أثناء محاولتهم الفرار من أماكن الاشتباكات) جدّدت الخارجية الأميركية التعبير عن قلقها إزاء التقارير الصادرة من الفلوجة، والتي تتحدث عن تزايد الانتهاكات بحق المدنيين الفارين من المدينة، على يد عناصر «الحشد الشعبي». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، إن حكومة حيدر العبادي تعهدت بتشكيل لجنة حقوقية للنظر في «الحالات المنعزلة لسوء التصرف». وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قد أعلن في وقت سابق، عن وجود «تقارير موثقة ومفزعة»، لانتهاكات خطيرة تمارس ضد المواطنين العراقيين الذين يفرون من الفلوجة. وأكد وجود معلومات تشير إلى أن الميليشيات، التي تساند القوات العراقية في معركتها ضد «داعش» في الفلوجة، (المقصود الميليشيات الايرانية) تنفذّ إعدامات بحق مدنيين اعتقلوا أثناء فرارهم من المدينة. ونقلت التقارير عن بعض الفارين أنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية وإهانات وسوء معاملة. في غضون ذلك، اتهم شيوخ من آل المحامدة، وهي قبيلة سنية تسكن مدينة الفلوجة، حكومة العبادي بالمشاركة في الجرائم المرتكبة ضد النازحين من مدينتي الصقلاوية والفلوجة. وطالبوا في مؤتمر صحافي، عقدوه في أربيل الثلاثاء، بإحالة الجرائم إلى المحاكم الدولية. وقال الشيوخ إن عناصر من «الحشد» دفنت مدنيين أحياء في خنادق، وعمدت إلى قتل آخرين بالرصاص أو تحت التعذيب، بعد اعتقالهم أثناء فرارهم من مناطق الاشتباكات. وتحدثوا عن مقتل العشرات في محيط الفلوجة وفقدان أكثر من 1500 رجل اقتيدوا إلى مراكز الاحتجاز ولا تزال مصائرهم مجهولة. في الإطار نفسه، أعلن رئيس المجلس المحلي لعامرية الفلوجة شاكر العيساوي، وجود مساع محلية للإفراج عن مدنيين محتجزين لدى فصائل تابعة لـ «الحشد الشعبي» بعد مغادرتهم مدينة الفلوجة. وقال إن عدداً من نواب البرلمان وأعضاء مجلس محافظة الأنبار «شكلوا خلية عمل مهمتها ضمان الإفراج عن هؤلاء المدنيين» المحتجزين. من جهته، طالب عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي، العبادي، بسحب قوات «الحشد» من المعركة لـ «وجود قوات أمنية كافية لتنفيذ عملية التحرير»، وطالب أيضاً بـ «ضرورة ايقاف التجاوزات والانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها الحشد الشعبي ضد المدنيين الأبرياء في الفلوجة خلال عمليات إخلائهم من محاور المدينة». وتحدث العيساوي عن «تجاوزات وانتهاكات إنسانية خطيرة جداً» ارتكبها «الحشد» ضد المحتجزين، مضيفاً أنه «خلال عملية استلامهم وُجدت انتهاكات جسدية وكسور على أجسامهم مع استلامنا أربع جثث لمدنيين لم نعرف أسباب وفاتهم. فهل هي جراء التعذيب أم خلال إخلائهم». وكان قائد «‍منظمة بدر» المنضوية في «الحشد الشعبي» هادي العامري، قد دعا سكان الفلوجة إلى «إخلاء المدينة بأسرع ما يمكن»، معتبراً أن «وجود مدنيين داخل مدينة الفلوجة يمثل المشكلة الوحيدة في اقتحامها». وطالب رئيس الحكومة العراقية بـ»إعطاء أولوية خاصة لمعركة الفلوجة وعدم فتح أية معركة أخرى قبل حسمها»!!.