“كاميرا بحرينية” لمسات الإبداع والجودة

| أسامة الماجد

يعتبر الفيلم القصير وحدة صناعية متكاملة، فن مبدع خلاق، فكر وطني إنساني طموح، وسيلته وأداته الطبيعية بما فيها ومن عليها، هدفه وغايته الإنسان فكرا وروحا، حسا وتذوقا وجمالا، تربية وسلوكا، قيما أخلاقية واجتماعية، وجودا وانتماء وأصالة. وكل الشكر لوزارة الإعلام ووزارة الداخلية والمكتب التنفيذي للخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة “بحريننا” على عرض برنامج “كاميرا بحرينية” بتلفزيون البحرين الذي يشارك فيه 18 مخرجا بحرينيا و10 كتاب بحرينيين وأكثر من 100 فنان ومبدع بحريني. على مدى الأيام الماضية شاهدنا تجارب مختلفة “اختلفت من فيلم لآخر” فيها كل لمسات الإبداع والجودة، توفرت لها وسائل التهيئة والإنتاج من قبل كل الجهات المعنية، والسينما وتفاصيلها دائما تحتاج إلى إعادة تعريف وتوصيف ومغامرة، واستطاع هؤلاء المخرجون البحرينيون والكتّاب أن يقدموا لنا شيئا جديدا ومختلفا، فقد نقلت مبادرة “كاميرا بحرينية” إلى العالم أنبل الأفكار وأنقاها، والمتمثلة في القيم البحرينية الأصيلة، وعكست كذلك حرص المملكة ومؤسساتها الثقافية والفنية على توفير وسائل إشاعة الثقافة والفكر، حيث تتجانس مع الأهداف المنشودة للخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ قيم المواطنة، فالكّتاب الذين تشرفوا بالمشاركة في هذا المشروع الوطني الفريد من نوعه وأنا أحدهم، استطاعوا أن يلخصوا المعلومات كلها إلى ما هو مهم، واستطاعوا أن يحكوا قصصهم في حيز صغير يتناسب مع الحبكة الممتدة طوال الفيلم، والمخرجون سجلوا حضورهم المتميز في المشهد السينمائي المحلي، عبر تقديم خطاب سينمائي متكامل ومغاير عبر لغة وتشكيل بصريين ملفتين، ولا يسع المرء إلا التفاؤل بما ستحمله الأيام القادمة لهذه التجارب التي تستحق الدعم والعناية كونها تسمو بإبداعها على أوسع نطاق، وإعداد البنية التحتية لهذا الفن الراقي، فكما قال المخرج المصري الكبير صلاح أبو سيف إن السينما هي أهم الفنون جميعا. كاتب بحريني