أمزجة الموظفين الحادة في صباح رمضان

| أسامة الماجد

قد أكون أمينا في أحكامي وأشير في نزاهة إلى أن الكثير من الموظفين في شهر رمضان المبارك مازالوا غير قادرين على التخلي عن العادات السيئة في العمل، بل ويلازمون الكسل والضجر ينخر في أمزجتهم، خصوصا في الدوائر والمؤسسات الخدمية.

ولو نعيد شريط الذكريات سنجد صورا كثيرة أمامنا تنساب كالنهر عن تصرفات هؤلاء الموظفين الذين يعتقدون أن شهر رمضان لا يمكن العمل فيه لأن العمل يشطر الرأس من الصداع المقيت، لهذا نجدهم في مكاتبهم في غفوة طويلة ويسافرون كالسندباد في مدن الأحلام الوردية وموائد الطعام، وما إن تقترب من أحدهم لتسأله عن معاملة أو ما شابه ذلك، تجده كمن يحترق بالجمرات المستعرة ويصل إلى درجة الانصهار. لا يريد أن يعمل ولا يريد أن يرد على أي مراجع لأنه باختصار صائم، والصائم في العمل كما يتخيل له لابد أن يكون مثل المنزوي الساكن الجالس خلف الأجراس الصدئة المنكسرة يخفق كالطير هدوءا.

لا أعرف لماذا تتحول أمزجة هؤلاء الموظفين إلى أمزجة حادة في صباح أيام رمضان، ويزداد الأمر غموضا وتعقيدا عندما تشاهد أحدهم – وهذا ما حصل لي العام الماضي – يقرأ القرآن ويترك المراجعين ينتظرون لعدة دقائق. ينتهي من صفحة أو صفحتين ويعود إلى جهازه لتخليص المعاملات، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك وقال.. إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز.

أما الموظفات فكل طاقتهن وجهدهن في الحديث عن وصفات الطعام من جميع النواحي وعلى جميع المستويات، فبعض المكاتب تتحول إلى مدرسة في الطبخ أو معسكر في البحث العلمي عن كل ما يتعلق بالغذاء وإعداده.

رمضان شهر عبادة وعمل، وليس شهر الخمول والكسل. كاتب بحريني