الغلطة التي أطربت أميركا فرقصت

| فريد أحمد حسن

عمدت مجموعة من الفضائيات العربية منذ حين إلى التصفيق للحوثيين ودعم خطوتهم المتمثلة في تعريض السفن في البحر الأحمر للخطر من باب أنهم يفعلون ذلك لإجبار إسرائيل على السماح بدخول الشاحنات التي تحمل الغذاء والدواء والطاقة إلى غزة، ومن باب أنهم يمسكون إسرائيل ودول الغرب المساندة لها من اليد التي توجعها، أي المال والاقتصاد، ومن باب أن الشتاء القارس في أوروبا سيرغمها على تغيير مواقفها المساندة لإسرائيل. ليست تلك الفضائيات وحدها التي صفقت للحوثيين، إنما صفق معها الكثيرون الذين قدروا أن هذه الخطوة ستحقق أهدافها، وأن إسرائيل ودول الغرب كلها سترضخ وسيتحقق ما يريده الحوثيون والمتعاطفون مع أهل غزة، بينما وصفهم العديد من المحللين السياسيين بالشجعان، وعابوا على بقية الدول العربية والإسلامية عدم إقدامها على فعل مشابه لما قاموا به، بل وصفها بعضهم بالجبن والخنوع ومؤازرة إسرائيل وتأييدها ودعمها في الخفاء للقضاء على الفلسطينيين وتهجيرهم والإجهاز على القضية الفلسطينية. عاطفياً لا يمكن للكثيرين أن ينتقدوا خطوة الحوثيين هذه، لكن الواقع يؤكد أن المستفيد الأكبر منها هي الولايات المتحدة التي – منطقاً – لن تجد أفضل من هذه الفرصة لتسيطر على مياه المنطقة وتتحكم فيها وتستميل العالم إلى التعاطف مع إسرائيل فاستطربت ورقصت. الحوثيون احتجزوا عدة سفن فحولت سفناً أخرى طريقها وأعلنت عدة شركات شحن بحري عالمية عملاقة تعليق عبور سفنها، ما يعني أن أمن الملاحة صار مهدداً، خصوصاً بعدما هدد الحوثيون باستهداف الدول التي سترفض هذا التوجه وستتحالف ضدها. أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي لخص النتيجة المنطقية لكل هذا حينها في تغريدة ذكر من خلالها معلومة ملخصها أن “الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قوة بحرية بمشاركة دول من المنطقة للتصدي لهجمات الحوثيين”، وهو الأمر الذي لم يتأخر أبداً حيث تم الإعلان إثر جولة عاجلة لوزير الدفاع الأميركي عن تشكيل تحالف دولي من شأنه أن يوقف تجاوز الحوثيين، وقد يخلص المنطقة من شرهم. *كاتب بحريني والمدير التنفيذي لاتحاد الصحافة الخليجية